نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 394
" الميت إنما هو من يموت ، دون أن يجد رحمة من الله " ، " فانظروا إذا الحياة الحاضرة التي هي موت ، إذ لا شعور لها بالله [1] " ! ( 8 ) حسن الخلق : يرى الغزالي أن الخلق عبارة عن هيئة النفس وصورتها الباطنة ، وفي الباطن أربعة أركان لا بد من الحسن في جميعها ، حتى يتم حسن الخلق ، فإذا استوت واعتدلت وتناسبت ، حصل حسن الخلق ، وهذه الأركان ، هي : ( 1 ) قوة العلم : بأن تصير بحيث يسهل بها درك الفرق بين الصدق والكذب في الأقوال ، وبين الحق والباطل في الاعتقادات ، وبين الجميل والقبيح في الأفعال الاختيارية ! ( 2 ) قوة الغضب : بأن يصير انقباضها وانبساطها على ما تقتضيه الحكمة ! ( 3 ) قوة الشهوة : بتأدبها بتأديب العقل والشرع ! ( 4 ) قوة العدل : وهو حالة وقوة بها تسوس الغضب والشهوة ، وتحملها على مقتضى الحكمة ، وتضبطها في الاسترسال والانقباض على حسب مقتضاها ( وضدها الجور ) ! ويقول بعضهم إن الأخلاق ( وهي الصورة الباطنة ) لا يتصور تغييرها ، كما أن الخلقة الظاهرة لا يقدر على تغييرها ، وأنه محال قطع التفات القلب إلى الحظوظ العاجلة ، ولكن الغزالي يستنكر هذا ، ويقول : لو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير ، لبطلت الوصايا والمواعظ ، ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " حسنوا أخلاقكم " ، ويعزز استنكاره بإمكان تغيير خلق البهيمة ، إذ يمكن نقل الفرس مثلا من الجماح إلى السلاسة والانقياد ( فما بالك بالإنسان ؟ ! ) ، ولكي يوضح لنا رأيه ، يقسم الموجودات إلى ما وقع الفراغ من وجوده وكماله ( وهذا لا مدخل للآدمي في اختياره ، كأعضاء البدن ) ، وإلى ما وجد ناقصا وجعل فيه قوة لقبول الكمال ، بعد أن وجد له شرط قد يرتبط باختيار العبد