responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 390


ولكن لا يفقهون تسبيحها ، لأنهم لم يسافروا من مضيق سمع الظاهر ، إلى فضاء سمع الباطن ، ومن ركاكة لسان المقال ، إلى فصاحة لسان الحال ، ومن يسافر ليستقرئ هذه الشهادات ، من الأسطر المكتوبة بالخطوط الإلهية على صفحات الجمادات ، لم يطل سفره بالبدن ، بل يستقر في موضع ، ويفرغ قلبه للتمتع بسماع نغمات التسبيحات من آحاد الذرات ! ! . . .
ويقول الغزالي إن طول الأمل ، له سببان أحدهما الجهل ( إذ قد يعول الإنسان على شبابه ، فيستبعد قرب الموت ) والآخر حب الدنيا ، لأنه إذا أنس بها ، ثقل على قلبه مفارقتها ، فامتنع من الفكر في الموت ، فيمني نفسه أبدا بما يوافق مراده ، ويقدر توابع البقاء ، وما يحتاج إليه من مال وأهل وولد ودار وأصدقاء ، فيصير قلبه عاكفا على هذا الفكر ، فيلهو عن ذكر الموت ، فلا يقدر قربه ، فإن خطر له في بعض الأحوال أمر الموت ، والحاجة إلى الاستعداد له ، سوف ووعد نفسه " ، فلا يزال يسوف ويؤخر على التدريج ، يوما بعد يوم ، إلى أن تخطفه المنية في وقت لا يحتسبه ، فتطول عند ذلك حسرته ! ، وتبدو له صفحة ملك الموت - جميلة الصورة للمطيع ، قبيحة للعاصي - ولن تخرج روحه ، ما لم يسمع نغمة ملك الموت ، بإحدى البشريين إما الجنة أو النار !
ومعنى الموت تغير حال فقط ، إذ الروح باقية ، بعد مفارقة الجسد ، إما معذبة وإما منعمة ، ومعنى مفارقتها للجسد انقطاع تصرفها عنه بخروجه عن طاعتها ، والروح تعلم الأشياء بنفسها من غير آلة ، فكل ما هو وصف للروح بنفسها ، فيبقى معها بعد مفارقة الجسد ، وما هو لها بواسطة الأعضاء ، فيتعطل ، إلى أن تعاد الروح إلى الجسد ، ولا يبعد أن تعاد الروح إلى الجسد في القبر ، ولا يبعد أن تؤخر إلى يوم البعث ، والله أعلم بما حكم به على كل عبد من عباده ! وكل الأعضاء آلات ، والروح هي المستعملة لها ومهما بطل تصرفها في الأعضاء ، لم تبطل منها العلوم والإدراكات ، ولا بطل منها الأفراح والغموم ، ولا بطل منها قبولها للآلام واللذات ، والإنسان بالحقيقة هو المعنى المدرك للعلوم والآلام واللذات ، وذلك لا يموت ، فالموت زمانة مطلقة في الأعضاء كلها ، وحقيقة

390

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست