نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 391
الإنسان نفسه وروحه وهي باقية ، وتغير حاله من جهتين ، إحداهما أنه سلبت منه جميع أعضائه ، وسلب منه ولده وأقاربه وسائر معارفه وماله ، إلى عالم آخر لا يناسب هذا العالم ، والثاني أن ينكشف له بالموت ما لم يكن مكشوفا له في الحياة ، كما قد ينكشف للمتيقظ ما لم يكن مكشوفا في النوم ، وأول ما ينكشف له ما يضره وينفعه من حسناته وسيئاته ، وينكشف للمؤمن عقيب الموت من سعة جلال الله ، ما تكون الدنيا بالإضافة إليه كالسجن [1] ! * * * وقد جاء في إنجيل برنابا " إن إلهنا ، لأجل أن يظهر لخلائقه جوده ورحمته وقدرته على كل شئ ، مع كرمه وعدله ، صنع مركبا من أربعة أشياء متضاربة ووحدها في شبح واحد نهائي هو الإنسان ، وهي التراب والهواء والماء والنار ، ليعدل كل منها ضده ، وصنع من هذه الأشياء الأربعة إناء ، وهو جسد الإنسان من لحم وعظام ودم ونخاع وجلد مع أعصاب وأوردة وسائر أجزائه الباطنية ، ووضع الله فيه النفس والحس ، بمثابة يدين لهذه الحياة ، وجعل مثوى الحس في كل جزء من الجسد ، لأنه انتشر هناك كالزيت ، وجعل مثوى النفس القلب حيث تتحد مع الحس ، فتتسلط على الحياة كلها ، فبعد أن خلق الله الإنسان هكذا ، وضع فيه نورا يسمى العقل ، ليوحد الجسد والحس والنفس ، لمقصد واحد ، وهو العمل لخدمة الله [2] " ! " ألا تعلمون أن الله قد خلق بكلمة واحدة ، كل شئ من العدم ، وأن منشأ البشر جميعهم من كتلة طين ؟ فكيف إذا يكون الله شبيها بالإنسان ؟ ! ويل للذين يدعون الشيطان يخدعهم [3] " " قولوا لي أيها الإخوة ! هل هذا العالم وطننا ؟ لا البتة ! فإن الإنسان
[1] راجع ص 139 - 147 من الثقافة الروحية في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي لمحمود علي قراعة . [2] راجع ص 188 و 189 من إنجيل برنابا . [3] راجع ص 110 من إنجيل برنابا .
391
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 391