نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 389
ينبغي أن لا يعدو نظره وتفكيره محبوبه ، وتفكره محصور ، في أقسام : ( 1 ) تفكر في صفات نفسه ، لتمييز المحبوب منها ( من المحبوب ) ، عن المكروه ، وكل ما هو مكروه عند الله ، أو محبوب ، ينقسم إلى ظاهر كالطاعات والمعاصي ( التي تتعلق بالبدن وأعضائه ) ، وإلى باطن كالصفات المنجيات والمهلكات التي محلها القلب ، ويجب في كل واحد من المكاره ، التفكر في ثلاثة أمور : التفكر في أنه هل هو مكروه عند الله ، أم لا ، فإن كان مكروها ، فما طريق الاحتراز عنه ، وهل هو متصف بهذا المكروه في الحال فيتركه ، أو هو متعرض له في الاستقبال فيحترز عنه ، أو قارفه فيما مضى من الأحوال ، فيحتاج إلى تداركه ( وبعكس ذلك يكون التفكير في المحبوبات ، ليعمر القلب بالأخلاق المحمودة ، وينزه الباطن والظاهر ) ! ( 2 ) التفكر في جلال الله ، وفيه مقامان : التفكر في ذاته وصفاته ومعاني أسمائه ، وهذا مما منع منه ، حيث قيل تفكروا في خلق الله تعالى ، ولا تتفكروا في ذات الله ( لأن العقول تتحير فيه ، فلا يطيق مد البصر إليه إلا الصديقون ، ثم لا يطيقون دوام النظر ) ، أما النظر الثاني ، فهو النظر في أفعاله وبدائع أمره في خلقه ! وكل ما في الوجود مما سوى الله ، فهو خلقه ، وكل ذرة من الذرات من جوهر وعرض ، فيها عجائب وغرائب تظهر بها حكمته وقدرته وجلاله وعظمته ، وقد ذكر الغزالي من ذلك : خلق الإنسان من نطفة ، فقد قال تعالى " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " ، ومن آياته خلق الأرض فراشا ومهادا ، وأنبتت عجائب النبات وخرجت منها أصناف الحيوانات ، وأودع المياه تحتها ، ففجر العيون وأسال الأنهار تجري على وجهها ، ومن آياته الجواهر والمعادن وأصناف الحيوانات والبحار العميقة ، والهواء اللطيف المحبوس بين مقعر السماء ومحدب الأرض ، وملكوت السماء وما فيها من الكواكب ! ويقول الغزالي إن في مشاهدة آيات الله في أرضه فوائد للمستبصر ، أنه " ما من ذرة في السماوات والأرض ، إلا ولها أنواع شاهدات لله تعالى بالوحدانية ، هي توحيدها ، وأنواع شاهدات لصانعها بالتقدس ، هي تسبيحها
389
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 389