نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 381
هو بالفكر ، فلعله لا يبقى ، وإن بقي فلا يقدر على الترك غدا ، كما لا يقدر عليه اليوم ، وإن الشهوة تتضاعف إذ تتأكد بالاعتياد ! ( 4 ) أنه يذنب وينتظر العفو عنها اتكالا على فضل الله تعالى : وعلاج هذا السبب بأن يعلم أن انتظار العفو انتظار أمر ممكن ، ولكنه قد لا يمكن وقد لا يكون ! أما إذا كان المذنب كافرا ، فيرى الغزالي أن يعالج الكفر والشك بالأسباب التي تعرف صدق الرسل وبعلم قريب يليق بحد عقله ، إذ ليس في العقلاء إلا من صدق بالله واليوم الآخر وأثبت ثوابا وعقابا ، وإن اختلفوا في كيفيته ، فإن صدقوا ، فقد أشرف على عذاب يبقى أبد الآباد ( من نار للبدن وألم في القلب ) ، وإن كذبوا ، فلا يفوته إلا بعض شهوات هذه الدنيا الفانية المكدرة ، فلا يبقى له توقف إذا كان عاقلا ، مع هذا الفكر ( 1 ) ! * * * وجاء في إنجيل برنابا " إن الفضة الجيدة في الفكر ، إنما هي التقوى . . . والصورة الصحيحة إنما هي قدوة الأطهار والأنبياء ، التي يجب علينا اتباعها ، وزنة الفكر إنما هي محبة الله ، التي يجب أن يعمل بموجبها كل شئ " ، " يلزمكم شيئان : الأول أن تتمرنوا كثيرا ، والثاني أن تتكلموا قليلا . . يجب أن تكون النفس أيضا مشتغلة بالصلاة . . ولا يكفي للهرب من الشر أن يعرف الإنسان لينجو منه ، بل يجب فعل الصالحات ، للتغلب عليه ( 3 ) " ! " لما كان الحس الذي لا يطمئن في العمل ، بل يطلب المسرة غير مكبوحة الجماح بالعقل ، اتبع النور الذي تظهره له العينان ، ولما كانت العينان لا تبصران شيئا غير الباطل ، خدع نفسه واختار الأشياء الأرضية ، فأخطأ ، لذلك وجب برحمة الله أن ينور عقل الإنسان من جديد ، ليعرف الخير من الشر ، والمسرة
( 1 ) راجع ص 115 - 133 من الثقافة الروحية في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي لمحمود علي قراعة . ( 2 ) راجع ص 117 من إنجيل برنابا .
381
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 381