نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 380
فالتوبة عنها بالندم ، بأن يحسب مقدارها من حيث المدة ، فيأتي من الحسنات بقدر تلك السيئات ( فيكفر شرب الخمر مثلا بالتصدق بشراب حلال ) ! وعد جميع المعاصي غير ممكن ، وإنما المقصود سلوك الطريق المضادة ، فإن المرض يعالج بضده ، فكل ظلمة ارتفعت إلى القلوب بمعصية ، فلا يمحوها إلا نور يرتفع إليها بحسنة تضادها ، وهذا التدريج والتحقيق من التلطف في طريق المحو ، فالرجاء فيه أصدق من أن يواظب على نوع واحد من العبادات ، وإن كان ذلك أيضا مؤثر في المحو ! وأما مظالم العباد ، ففيها أيضا معصية وجناية على حق الله تعالى ، فإن الله تعالى نهى عن ظلم العباد أيضا ، فما يتعلق منه بحق الله تعالى تداركه بالندم والتحسر وترك مثله في المستقبل ، والإتيان بالحسنات التي هي أضدادها ( فيقابل إيذاء الناس بالإحسان إليهم ، ويكفر غصب أموالهم بالتصدق بملكه الحلال ، ويكفر تناول أعراضهم بالغيبة والقدح فيهم بالثناء على أهل الدين الخ . . ) ، ثم إذا فعل ذلك كله لم ينجه ما لم يخرج عن مظالم العباد ، فليستحلهم أو ليؤد حقوقهم إن قدر ، وإلا فليكثر من الحسنات حتى تفيض عنه يوم القيامة ، فتؤخذ حسناته وتوضع في موازين أرباب المظالم ! والإصرار على الذنوب لا يكون لفقد الإيمان ( إلا إذا كان كافرا ) ، بل يكون لضعفه ، إذ كل مؤمن مصدق بأن المعصية سبب البعد من الله تعالى وسبب العقاب في الآخرة ، ولكن يرى الغزالي أن سبب وقوعه في الذنب أمور ، نرى ذكرها مع علاجها الذي رآه لها : ( 1 ) أن العقاب الموعود غيب : وعلاج هذا السبب هو الفكر ، بأن يقرر على نفسه أن غدا لناظره قريب ! ( 2 ) أن الشهوات الباعثة على الذنوب ناجزة ، وقد قوى ذلك واستولى عليها بسبب الاعتياد : وعلاج هذا السبب هو معالجة اللذة الغالبة عليه ، وتكليف نفسه تركها ، لينعم بنعيم الآخرة الدائم الخالي من الشوائب . ( 3 ) أن طول الأمل غالب على الطباع ، فلا يزال يسوف التوبة : والعلاج
380
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 380