responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 372


والغضب إذا لزم كظمه لعجز عن التشفي في الحال ، رجع إلى الباطن واحتقن فيه فصار حقدا ، ومعنى الحقد أن يلزم قلبه استثقاله والبغضة له والنفار عنه ، وأن يدوم ذلك ويبقى ! وإذا أنعم الله على أخيك بنعمة ( كدار حسنة أو امرأة جميلة ، أو ولاية نافذة ، أو سعة ) ، فلك فيها حالتان ، إحداهما أن تكره تلك النعمة وتحب زوالها ، وهذه الحالة تسمى حسدا ، وهو حرام ( إلا نعمة أصابها فاجر ، وهو يستعين بها على الفساد ) ، والثانية أن لا تحب زوالها ، ولا تكره وجودها ودوامها ، ولكن تشتهي لنفسك مثلها ، وهذه تسمى غبطة وقد تختص باسم المنافسة ، وهي محمودة [1] !
ويقول الغزالي : إن الحسد صفة القلب لا صفة الفعل ، قال تعالى : " إن تمسسكم حسنة تسؤهم " ، أما الفعل فهو غيبة وكذب ، وهو عمل صادر عن الحسد ، وهذا الحسد معصية بينك وبين الله تعالى ، ويجب الاستحلال من الأسباب الظاهرة على الجوارح ( بقول أو فعل ) ، والمستغرق بحب الله تعالى لا يلتفت قلبه إلى تفاصيل أحوال العباد ، بل ينظر إلى الكل بعين واحدة وهي عين الرحمة ، ويرى الكل عبادا لله وأفعالهم أفعالا لله ويراهم مسخرين ، وقد ذهب ذاهبون إلى أنه لا يأثم إذا لم يظهر الحسد على جوارحه ، والظاهر أنه لا يخلو عن إثم بقدر قوة حب زوال النعمة وضعفه [2] !
ويقتضي الكلام عن الألفة مع الناس ، الكلام عن معاملة عمومهم وتواده لمعارفه منهم وحقوق صحبه وزوجه .
ويقول الغزالي " إن حقوق المسلم ، هي : أن تسلم عليه إذا لقيته ، وتجيبه إذا دعاك ، وتشمته إذا عطس ، وتعوده إذا مرض ، وتشهد جنازته إذا مات وتبر قسمه إذا أقسم عليك ، وتنصح له إذا استنصحك ، وتحفظه بظهر الغيب إذا غاب عنك ، وتحب له ما تحب لنفسك ، وتكره له ما تكره لنفسك " !



[1] راجع ص 153 - 158 من الثقافة الروحية في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي لمحمود علي قراعة .
[2] راجع ص 105 من الثقافة الروحية في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي لمحمود علي قراعة .

372

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست