نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 371
( ز ) مراقبة الله في المعاشرة والألفة والصحبة : إن من المقاصد الدينية والدنيوية ، ما يستفاد بالاستعانة بالغير ، ولا يحصل ذلك إلا بالمخالطة ، وذكر الغزالي لذلك سبع فوائد نجمعها فيما يلي : التعليم والتعلم ، والنفع ، والانتفاع ، والتجارب والممارسة ، والتأديب والتأدب ، ونيل الثواب وإنالته ، والتواضع ، والاستئناس والإيناس ! ولكن مع ذلك يرى للعزلة ست فوائد خلاصتها : التفرغ للعبادة ، إذ قال الله تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ، ( ويدخل فيها الفكر والاستئناس بمناجاته ، والاشتغال باكتشاف أسراره في أمر الدنيا والآخرة ) والتخلص بالعزلة عن المعاصي التي يتعرض الإنسان لها غالبا ، والخلاص من شر الناس ، وأن ينقطع طمعهم عنك ، وينقطع طمعك عنهم ، والخلاص من مشاهدة الثقلاء والحمقى وأخلاقهم ! ولكن الغزالي مع هذا ، يقول إن " الحكم على العزلة مطلقا بالتفضيل نفيا وإثباتا خطأ ، بل ينبغي أن ينظر إلى الشخص وحاله ، وإلى الخليط وحاله ، وإلى الباعث على مخالطته ، وإلى الفائت بسبب مخالطته ، ويقاس الفائت بالحاصل ، فعند ذلك يتبين الحق ويتضح الأفضل ، ولذلك يجب الاعتدال في المخالطة والعزلة [1] " ! وكذلك يسئ المعاشرة مع الناس ، الكبر والغضب والحقد والحسد ، وقد خلق الله طبيعة الغضب من النار ، وغرزها في الإنسان ، إذا صد عن غرض من أغراضه ! ويقسم الغزالي الناس في قوة الغضب على درجات ثلاث : التفريط بفقد هذه القوة أو ضعفها ( وذلك مذموم ) ، والإفراط في الغضب ( وهو أن يغلب حتى يخرج عن طاعة العقل والدين ) ، وغضب محمود ينبعث حيث تجب الحمية ، وينطفئ حيث يحسن الحلم . وأسباب الكبر الظاهر هي : العجب والحقد والحسد .
[1] راجع ص 148 و 149 من الثقافة الروحية في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي لمحمود علي قراعة .
371
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 371