responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 373


والأخوة عقد ينزل منزل القرابة ، فإذا انعقدت ( هذه الرابطة الروحية بين شخصين ) ، تأكد الحق ، ولذا يرى الغزالي للأخ الصاحب حقوقا عدة نجملها في أن يساهم أخاه في السراء والضراء ، وأن يقيد بحقوقه جميع جوارحه ، وأن يترك التكلف والتكليف [1] !
والصحبة تنقسم إلى ما يقع بالاتفاق ( كالصحبة بسبب الجوار ) وإلى ما ينشأ اختيارا أو بقصد ! وهي عبارة عن المجالسة والمخالطة والمجاورة ، وهذه الأمور لا يقصد الإنسان بها غيره إلا إذا أحبه ، فإن غير المحبوب يجتنب ، والذي يحب ، فإما أن يحب لذاته ، وإما أن يحب للتوصل إلى مقصود مقصور على الدنيا وحظوظها ( وهو مذموم إن كان القصد مذموما ، ومباح إن كان القصد التوصل إلى مباح كنيل جاه أو مال أو علم ) !
وإما بأن يكون متعلقا بالآخرة ( كمن يحب أستاذه ، لأنه يتوصل به إلى تحسين العلم والعمل ) ، وإما أن يكون متعلقا بالله تعالى ، بأن يحب لله وفي الله ، وهذا أعلى الدرجات وأدقها وأغمضها !
ويقول الغزالي إن " كل من يحب في الله ، لا بد أن يبغض في الله ، فإنك إن أحببت إنسانا لأنه مطيع لله ومحبوب عند الله ، فإن عصاه فلا بد أن تبغضه ، فإذا اجتمع في شخص واحد خصال يحب بعضها ويكره بعضها ، فإنك تحبه من وجه وتبغضه من وجه ، وإظهار البغض إما بالقول ، فبكف اللسان عن محادثته مرة ، وبالاستخفاف والتغليظ في القول أخرى ، وإما في الفعل ، فبقطع السعي في إعانته مرة ، وبالسعي في إفساد مآربه أخرى ، وبعض هذا أشد من بعض ، وهو بحسب درجات الفسق الصادرة منه ! أما ما يجري مجرى الهفوة التي يعلم أنه متندم عليها ولا يصر عليها ، فالأولى فيه الستر [2] !



[1] راجع ص 159 - 168 من الثقافة الروحية في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي لمحمود علي قراعة .
[2] راجع ص 106 - 108 من الثقافة الروحية في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي لمحمود علي قراعة .

373

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست