نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 314
كل وقت ، إلا يشاء ألا يكونوا فيه ، وذلك يتناول وقت كونهم في الدنيا ، وفي البرزخ ، وفي موقف القيامة ، وعلى الصراط ، وكون بعضهم في النار مدة [1] ، فهل لذة الأبدية ، لذة روحية أو حسية ؟ ثم إن أسمى لذات الجنة إطلاقا ، لذة رضى الله ورؤيته وتكليمه لأهل الجنة وزيارتهم ربهم تبارك وتعالى ، هذا وإن سألت عن يوم المزيد ، وزيارة العزيز الحميد ، ورؤية وجهه المنزه عن التمثيل والتشبيه ، كما ترى الشمس في الظهيرة والقمر ليلة البدر ، كما تواتر عن الصادق المصدوق النقل فيه - كما نقل ابن القيم في كتابه حادي الأرواح - " فاستمع يوم ينادي المنادي " يا أهل الجنة ! إن ربكم تبارك وتعالى ، يستزيركم ، فحي على زيارته ! " ، فيقولون " سمعا وطاعة " ، وينهضون إلى الزيارة مبادرين ، فإذا بالنجائب قد أعدت لهم ، فيستوون على ظهورها مسرعين ، حتى إذا الداعي منهم أحدا ، أمر الرب تبارك وتعالى بكرسيه فنصب هناك ، ثم نصبت لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من زبرجد ومنابر من ذهب ومنابر من فضة ، وجلس أدناهم - وحاشاهم أن يكون فيهم دنئ - على كثبان المسك ، ما يرون أن أصحاب الكرسي فوقهم في العطايا ، حتى إذا استقرت بهم مجلسهم ، واطمأنت بهم أماكنهم ، نادي المنادي " يا أهل الجنة ! إن لكم عند الله موعدا ، يريد أن ينجزكموه " فيقولون " ما هو ؟ ألم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويدخلنا الجنة ويزحزحنا عن النار ؟ " فبينما هم كذلك ،
[1] اختلف في هذا الاستثناء ، فقيل مدة مكثهم في النار ، وقيل إنه استثناء استثناء الرب تعالى ولا يفعله ، والفراء يجعل معنى إلا في ذلك ومعنى الواو سواء ، أي سوى ما شاء الله من الزيادة على مدة دوام السماوات والأرض ، وسيبويه يجعل إلا بمعنى لكن ! وقيل : الاستثناء مدة البرزخ ، وقيل مدة الدنيا ، وقيل إنه إعلام لهم إنهم مع خلودهم ، في مشيئة الله ! وقال ابن قتيبة إن إلا بمعنى سوى ، أي سوى ما شاء الله أن يزيدهم ، وقيل ما بمعنى من ، أي إلا من شاء ربك أن يدخله النار بذنوبه من السعداء ، وقيل المراد بالسماء والأرض ، سماء الجنة وأرضها ، وهما باقيتان أبدا . راجع ص 155 و 160 من حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم .
314
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة جلد : 1 صفحه : 314