responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 315


إذ سطع لهم نور ، أشرقت له الجنة ، فرفعوا رؤسهم ، فإذا الجبار جل جلاله وتقدست أسماؤه ، قد أشرف عليهم من فوقهم ، وقال : " يا أهل الجنة ! سلام عليكم " ، فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم " اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام " ، فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى يضحك إليهم ، ويقول : " يا أهل الجنة ! " ، فيكون أول ما يسمعون منه تعالى " أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ، ولم يروني ، فهذا يوم المزيد " ، فيجتمعون على كلمة واحدة " أن قد رضينا ، فارض عنها " ، فيقول " يا أهل الجنة ! إني لو لم أرض عنكم ، لم أسكنكم جنتي ! هذا يوم المزيد ، فاسألوني " ، فيجتمعون على كلمة واحدة " أرنا وجهك ننظر إليه " ، فيكشف لهم الرب جل جلاله الحجب ويتجلى لهم ، فيغشاهم من نوره ما لولا أن الله تعالى قضى أن لا يحترقوا ، لاحترقوا ، ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه تعالى محاضرة ، حتى أنه ليقول " يا فلان ! أتذكر يوم فعلت كذا وكذا . . . " ، يذكره ببعض غدراته في الدنيا ، فيقول " يا رب ! ألم تغفر لي ؟ " ، فيقول " بلى ! بمغفرتي بلغت منزلتك هذه " ، فيا لذة الأسماع بتلك المحاضرة ، ويا قرة عين الأبرار بالنظر إلى وجه الكريم في الدار الآخرة ، ويا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة " وجوه يومئذ ناضرة ، إلى ربها ناظرة ، ووجوه يومئذ باسرة ، تظن أن يفعل بها فاقرة " !
وقد قال الشافعي عند تلاوة قوله تعالى " كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " ، أنه لما احتجب هؤلاء في السخط ، كان في هذا دليل على أن أولياءه يرونه في الرضا ، فالرب تبارك وتعالى يرى ولا يدرك ، كما يعلم ولا يحاط به ، فالمؤمنون يرون ربهم تبارك وتعالى بأبصارهم عيانا ، ولا تدركه أبصارهم ، " لا تدركه الأبصار [1] وهو يدرك الأبصار " !
وقال تعالى " إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ، أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ، ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ، أي أنه سبحانه يكلم عباده المؤمنين ، وقد أخبر الله سبحانه أنه يسلم على أهل



[1] أي لا تحيط به .

315

نام کتاب : الثقافة الروحية في إنجيل برنابا نویسنده : محمود علي قراعة    جلد : 1  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست