نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 97
وكانت الدولة الرومانية قد خففت اضطهادها عن النشاط المسيحي ، بل إنها شاءت أن تحتضن المسيحين ، فعطف قسطنطين الملك على المسيحيين ، وأراد أن يحسم النزاع فدعا هو إلى عقد مجمع نيقية 325 م ، وأرسل بذاته رسائل إلى الفرق المتخاصمة وهي : أريوس نفسه وبطريرك الإسكندرية . وجمع قسطنطين بينهما ، ولكن الاجتماع أسفر عن خيبة أمل وإخفاق في المحادثات ، فانتقل الموقف إلى قمة أعلى ، وهو عقد مجمع نيقية ، لفض النزاع القائم بين : الموحدين المائلين إلى فكرة أريوس وغيرهم . وفي هذا يقول ابن البطريق : ( بعث الملك قسطنطين إلى جميع البلدان ، فجمع البطاركة والأسقافة ، فاجتمع في مدينة نيقية ثمانية وأربعون وألفان من الأساقفة ( 2048 ) وكانوا مختلفين في الآراء والأديان : فمنهم من كان يقول إن المسيح وأمه إلهان من دون الله وهما البرابرانية ، ويسمون الريميتين . ومنهم من كان يقول إن المسيح من الابن بمنزلة شعلة نار انفصلت من شعلة نار ، فلم تنقص الأولى بانفصال الثانية منها ، وهي مقالة سابليوس وشيعته . ومنهم من كان يقول : لم تحمل به مريم تسعة أشهر ، وإنما مر في بطنها كما يمر الماء في الميزاب ، لأن كلمة الله دخلت في أذنها ، وخرجت من حيث يخرج الولد من ساعتها ، وهي مقالة اليان وأشياعه . ومنهم من كان يقول إن المسيح إنسان مخلوق من اللاهوت كواحد منا في جوهره ، وإن ابتداء الابن من مريم ، وأنه اصطفي ليكون مخلصا للجوهر الأسمى ، صحبته النعمة الإلهية ، وحلت فيه المحبة والمشيئة ! ولذلك سمي ابن الله ، ويقولون : إن الله جوهر قديم واحد ، وأقنوم واحد ، ويسمونه بثلاثة أسماء ولا يؤمنون بالكلمة ، ولا بالروح القدس ، وهي مقالة بولس الشمشاطي بطريرك أنطاكية وأشياعه وهم البولقانيون .
97
نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 97