نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 162
وتناسوها ، وعاقبوا كل من يفكر في اللجوء إليها ، تذكرت عظمة العقيدة الإسلامية في نفس صاحبي ، وقلت : يا ليت القوم كانت عندهم مثل هذه الخليقة ، وهي بحث المسيحية في مجامعهم بروح الحيدة العلمية التي تؤرق أفكار أصحاب الضمير الحي الذي لا يريد أن يرتكب خطأ ، ولو شبه خطأ قد يحسب أنه انحراف عن منهج العمل الثقافي الأمين . وإلى جوار ذلك خطر لي البعد الذي نفذه علماء أوربا الذين ينادون بالحيدة العلمية عند البحث ، والجرائم العلمية التي ارتكبها شيخ المستشرقين جولد تسهير . ذلك أن علماء أوربا أطلقوا أغنية تسمى الحيدة العلمية ، وغرضهم من ذلك أن يخدعوا الشباب المسلم ليتحلل من دينه - ولو بعضا من الوقت - كتمرين لهم على التعود على خلع ثياب الدين ، ولكنهم - أعني علماء أوربا - عندما يبحثون لا يبحثون بروح علمية عادية ، تحاول أن تتعرف إلى الحق ، ولكنهم يبحثون بروح متلصصة كاذبة . ويحرفون النصوص ليصلوا منها لتحقيق مآربهم من هدم قواعد الإسلام . ومثال ذلك : جولد تسهير ، في كتاب له عن القرآن ومذاهب التفسير ، ينقل نصا يستشهد به على أن السنة الإسلامية قد وضع أكثرها في عصر النضوج فيقول : ( ما يروى عن وكيع قال : عن زياد بن عبد الله ، أنه مع شرفه كان كذوبا ) . ومع أن التركيب العربي لا يمكن أن يقبل هذه الرواية : لأن الشرف كمال خلق الرجل ، والكذب رأس الرذائل كلها لأنه يهدي إلى الفجور ، الذي يهدي إلى النار ، مع هذا فإن النص الذي رواه العلماء ، وحققه فضيلة الأستاذ المرحوم الدكتور مصطفى السباعي في كتابه : ( السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي ) قال وكيع : ( وهو - أي زياد بن عبد الله - أشرف من أن يكذب ) . ولكن الخيانة العلمية ، أو الحيدة العلمية لجولد تسهير هي تحريف النص كذبا ليصل إلى إفكه ودعواه .
162
نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 162