نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 161
حول منهج الحيدة في البحث خطر لي بعد الانتهاء من هذه الرسالة وقف صديق عزيز كريم كان يستعد لكتابة بحث لنيل شهادة العالمية من درجة أستاذ من الأزهر الشريف ، وهي التي يسميها العرف الجامعي العام شهادة الدكتوراه ، خطر لي موقف ذلك الأستاذ وهو متحير جدا لأن رسالته حول الديانة اليهودية على ما أذكره الآن . وكان سبب الحيرة أن الجامعات العلمانية اليوم تؤمن بما يقال له الحيدة العلمية في البحث ، ومفهوم هذه الحيدة هو التخلي عن المبادئ الشخصية عند عملية القيام بالبحث العلمي ، ومنها الدين : فالحيدة في البحث العلمي ، - تفرض على الباحث كما يقول أساتذة الجامعات العلمانية - تستلزم التفرغ من الفكرة الخاصة ، ومنها دين العالم الباحث . وكان صديقي - ولا أزكيه على الله - شابا متدينا : في قلبه ، وعقله ، ووجدانه ، وذكائه ، وكل شئ فيه ، كان الدين شيئا مسيطرا على أخلاقه وسلوكه وحياته الشخصية والعامة ، فيكف يتفرغ عن إسلامه ، وهو ناضج فيه كل النضوج ، ولم يكن هناك من حيلة إلا أن هذا الأخ الكريم غير رسالته بعد أن سار فيها شوطا ، ونقلها من دراسة اليهودية ، إلى دراسة حياة الحكيم الترمذي المتصوف الإسلامي القديم . وبعد أن عرضت كلام علماء المسيحية ، ومؤرخيها حول النقاط الرئيسية التي قدمتها هنا لتكون ركائز للبحث مستقبلا ، ورأيت الحدود البعيدة التي أخرجت المسيحية من جوها الإلهي الرباني إلى جو عصبي ذاتي ، قومي ، إقليمي ، ورأيت كيف أن الأناجيل - وهي كذلك مؤلفة - قد داسها القوم ، وأهدروها
161
نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 161