نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 16
في الفصل 43 - 44 - مزيد من تفسيرات هذه الخاصية ، كما أن في إنجيل متي 15 / 24 ما نصه : لم أرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة [1] ) . إذن فلا مفر من النتيجة التالية : أن المسيحية دعوة إلهية مكملة لما جاء به سيدنا موسى لبني إسرائيل خاصة وأنها الدعوة للتوحيد ، وإفراد الله سبحان وتعالى بالعبادة والوحدانية ، وتربية البشر على الأخلاق الفاضلة ، وما وراء ذلك - مما اخترعه الناس - إن هو إلا إفك وضلال مبين . وبهذا تحدد المسيحية نفسها بأنها : 1 - رسالة إلهية لتوحيد الله وعبادته . 2 - وأن رسالة عيسى عليه السلام مكملة لرسالة موسى في بني إسرائيل فقط . 3 - وأنه لا يجوز الخروج على المنهج الإلهي الذي جاءت به رسالة عيسى بالزيادة والنقص ، ولهذا يناديهم القرآن الكريم محذرا من الغلو والانحراف في تصور الذات الإلهية ومبينا حقيقة المسيح عليه السلام فيقول : ( يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ، إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ، ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد ، له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا - النساء 171 ) . ذلك هو الحق في المسيحية التي جاء بها سيدنا عيسى كما تصورها آيات القرآن الكريم ، ذلك المصدر الإلهي المعصوم نزاهة ، وكما يصورها البحث العلمي المجرد من الهوى ، ولله عاقبة الأمور .