نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 17
لماذا كان القرآن هو المصدر ؟ ولكن قد يبدو هناك اعتراض ملخصه : أن عرضي السابق ارتكز على القرآن كمصدر في تصوير المسيحية التي جاء بها عيسى عليه السلام ؟ والحق أن القرآن وحده وهو المصدر العلمي والتاريخي ، الذي يصور لنا تاريخ الرسالات الإلهية منذ آدم عليه السلام حتى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد ( ص ) ، فليس في الوجود كله كتاب إلهي أو بشري له من الاحترام العلمي القائم على التواتر والحفظ والصيانة لرسمه وطريقة قراءته وأصوله كلها غير القرآن الكريم . والاستناد إلى القرآن في عرض مسيحية سيدنا عيسى ليس تعصبا في البحث ولكنه منهج نزيه ، وهو عمل علمي حقيق بالاحترام ، ذلك : 1 - لأن الأناجيل نفسها لم تأخذ حظها من الثقة التاريخية ولم تنل احتراما علميا ، لما نابها من الاختلاف والتباين ، حتى لقد أوقف كثير من المتعصبين أنفسهم للدفاع عن تضاربها كما فعل القس بوطر في رسالته ( الأصول والفروع ) والقس إبراهيم سعيد ، في ( شرح بشارة لوقا ) . . . الخ . 2 - كما أنها تعرضت لنقد شديد من العلماء المسيحيين الذين أسلموا عن بحث ورغبة في التوصل لمعرفة الحق ، مثل المسيو إيتين دينيه الفرنسي الرسام الذي هدته عبقريته الفنية إلى حقيقة الألوهية ، فأعلن إسلامه في عام 1927 م ، بعد دراسات تاريخية ونفسية ودينية لكتب الأديان ، وفيها يقول عن الأناجيل ( أما إن الله سبحانه قد أوحى الإنجيل إلى عيسى بلغته ولغة قومه ، فالذي لا شك فيه أن هذا الإنجيل قد ضاع واندثر ولم يبق له أثر ، أو أنه قد أبيد [1] ) .