نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 145
2 - والحكم عليهم بأنهم : مشركون ، كافرون ، خاسرون . وعليه : فمن هم أهل الكتاب المرادون في الاصطلاح القرآني ؟ ومسألة أخرى هي : إننا إذا أردنا تطبيق علم مقارنة الأديان على المسيحية والاسلام ، فما هي المسيحية التي سنقارنها بالاسلام ؟ أما الأمر البديهي في هذه المسألة فهي المسيحية التي ظهرت في الشرق ، في أورشليم وإنطاكية ، لا في روما وقسطنطينية ، وحول هذا يقول الأستاذ الجليل المرحوم عباس محمود العقاد : ( ومن البديهي أن الباحث الذي يريد تطبيق علم المقارنة بين الأديان على المسيحية والاسلام مطالب بالرجوع إلى حالة الديانة المسيحية حيث ظهرت دعوة الإسلام في الجزيرة العربية ، فلا يجوز لأحد من هؤلاء الباحثين أن يزعم أن الإسلام نسخة محرفة من المسيحية . . . ) ويقول كذلك : ( ومهما يكن من تطور العقائد المسيحية في سائر البيئات ومختلف العصور ، فالعقيدة المسيحية التي يجوز لصاحب المقارنة بين الأديان أن يجعلها قدوة للاسلام إنما هي عقيدة المسيحيين في الجزيرة العربية وما حولها [1] . . . ) . وإذن فمعنا الآن ثلاث قضايا : 1 - أن القرآن استعمل اصطلاح أهل الكتاب للجماعات التي لها نبي خاص . 2 - أن المعاندين من أهل الكتاب أوقع القرآن عليهم عدة أحكام ، منها أنهم مشركون ، وكافرون ، وخاسرون . 3 - أن الأمر البديهي في تطبيق علم المقارنة بين الأديان للباحث أن يتخذ من عقيدة المسيحيين في الشرق العربي أساس هذه المقارنة ، ويلاحظ فيها أنها العقيدة التي صاحبت ظهور الإسلام . ومسألة أخرى أيضا وهي : أن المسيحية ليست دينا مستقلا بذاته ، بل