نام کتاب : أضواء على المسيحية نویسنده : متولي يوسف شلبي جلد : 1 صفحه : 131
كله يصيحون : باسم الرب [1] . ذلك جانب نقدمه بسرعة لنكشف للباحث مقدمات هامة يجب أن تستقصى عند الحديث عن الاصلاح الديني للمسيحية . الجولة الأولى من الاصلاح : صوت قسيس من الطبيعي أن يرفض البطن أي طعام لا يستسيغه ؟ كذلك العقل - إن كان سليما - فإنه يرفض الأفكار التي لا يستيغها ، والكنيسة لم تعش في عزلة عن نور الحق ، فإنها بالحروب الصليبية قد فتحت للعقل المسيحي آفاقا شهد فيها نور الحقيقة من الإسلام ، فانجذبت الأرواح التي جندها ربها لحب الحق إلى أنواره ، فاصطلت الكنيسة بالنار التي خلفتها آثار حربه الصليبية ، فقد اندلعت ثورات داخلية على حق الكنيسة في الغفران ، وما يسمى سر الاعتراف ، وابتدأت فئات الشعب العامة تحصي على رجال الكنيسة أخطاءهم ، وتتحسس بمشاعرها فساد تعاليمهم فيشعرون بأن الله قريب منهم ، وأنه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه . وإذن : فليس بلازم أن يكون هناك وسيط أو صك للغفران يمنحه أسقف هو أكثر ذنبا من العامة ، فكانت الثورة الدينية التي نادى بها يوحنا هوس ، وتلميذه جيروم ، وملخصها : أن الكنيسة ليس لها سلطان في محو الذنوب ، وأن التوبة مع رحمة الله فقط هي الطريق الطبيعي لمحو الآثام وتطهير النفوس من الخطايا والأدران ، وأن ما يسمى بسر الاعتراف خرافة . . . الخ . ولكن الكنيسة رأت أن ذلك هدم لكيانها وجبروتها ، فانعقد لذلك ( مجمع كونستانس ) مدة أربعة أعوام ( 1414 - 1418 ) للنظر في ثورة يوحنا