نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق جلد : 1 صفحه : 22
الاستشراق والتبشير وذلك في أعقاب الحروب الصليبية وعودة المحاربين إلى أوروبا ، يحملون صورة مشرقة لمعاملات المسلمين لهم وسماحة الاسلام ، وقد عمد رجال الكنيسة إلى إخراس الألسنة المنصفة ، وحاولوا ترجمة القرآن لتزييف مفاهيمه وانتقاصها . وقد استغل الاستشراق كراهية الأوروبيين للاسلام بعد التوسع العثماني في أوروبا وما صحبه من تعصب وحروب استمرت عدة قرون ، فعمل المستشرقون على تعميق الكراهية والأحقاد في نفوس الأوروبيين وتغذيتها بالشبهات والأباطيل بهدف حجب الاسلام عن أوروبا والحيلولة دون نفاذه إليها . ثانيا : تأييد الغزو الإستعماري لبلاد المسلمين والعمل لتحطيم المقاومة الاسلامية ، بتأويل الجهاد وصرف أنظار المسلمين إلى الدعة والقعود عن الجهاد في سبيل الله ومدافعة الغزاة بالاشتغال بالعبادة والزهد وتسميتها بالجهاد الأكبر وتحطيم وحدة المسلمين وتمزيق الدول الاسلامية ، وعزل الشريعة الاسلامية عن التطبيق في المجتمع الاسلامي وإحلال الأنظمة القانونية والاقتصادية والسياسية والتربوية لتحل محل الاسلام بالقوة . ثالثا : فصل المسلمين عن جذورهم الثابتة الأصيلة ، بتشويه تلك الأصول ، وعزلها عن مصادرها ، وهدم المقومات الأساسية للكيان الفردي والاجتماعي والنفسي والعقلي للمسلمين ، ومن شأن هذا أن يفتح الباب إلى الاستسلام أمام الاستعمار وثقافته وفكره ، والتأثير في نفوس المسلمين وزحزحة عقائدهم بما يفتح للتبشير المسيحي طريقا إلى تحويل بعض ضعاف العقيدة إلى ملاحدة وأتباع [1] . والخلاصة فقد كان المستشرقون طلائع للمبشرين يمهدون السبيل أمامهم لتشكيك المسلمين في عقائدهم ، ويفتحون أمام دعاة النصرانية السبيل للطعن في الاسلام ونبيه صلى الله عليه و ( آله ) بأنواع شتى من الشعوذة العلمية باسم البحث والاستنتاج التحليلي . تلاميذ المستشرقين وتبدو خطورة الاستشراق في آثاره الخطيرة التي يفرضها المستشرقون على مناهج التعليم والثقافة والفكر في العالم الاسلامي ،