responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق    جلد : 1  صفحه : 23


ولقد حرص المستشرقون على كسب الأنصار واستخدام الأتباع لترديد مفترياتهم على الاسلام ، وافتعال معارك حول عقائده وآدابه ومختلف أحكامه لتعميق المفاهيم التي يريدون فرضها ، وترسيخها في الأذهان ، وتوسيع دائرة الانتفاع بها .
ولقد كان طه حسين في مقدمة الذين أعلنوا الاعجاب والتقدير لمناهج المستشرقين ، ويعتبر حامل لواء الدفاع عنهم وعن أهوائهم وكثيرا ما يقول : إن هذه الحقيقة أو تلك في تاريخ المسلمين أن فكرهم مما لا يرضى بها الاستشراق وهذا هو أسلوب لا يقوم عليه إلا واحد من أهل التبعية ، حتى قال بعضهم : إن طه حسين ليس إلا مستشرقا من أصل عربي وقد كانت أمانته للفكر العربي ولمذاهب الاستشراق تفوق أمانة المستشرقين أنفسهم ، وهكذا كان متابعا لهم ، مقتنعا بما يقولون إلى أبعد حدود الاقتناع ، حتى في تلك المسائل الخطيرة ، كقولهم ببشرية الرسول ، وبشرية القرآن ، وكانت كتاباته توحي بذلك وإن لم يعلنه جهارا ، بعد أن صودر كتابه " في الشعر الجاهلي " .
وأعجب ما في طه حسين ولاؤه الشديد لانطواء المسلمين تحت لواء الغرب ، وانصهار الاسلام في بوتقة الأممية ، والمسيحية واليهودية والغرب جميعا فهو لا يرى للعرب وللمسلمين سبيلا للنهضة إلا في هذا الانصهار وهذا الاحتواء والذوبان ، وقد صرح بذلك في كتبه وخاصة ما أورده في كتاب " مستقبل الثقافة في مصر " . فهو يرى أن العرب قوم مستعمرون كالرومان والفرس .
ويظهر اتجاه طه حسين في حرصه على نشر الكتب التي تثير الشبهات وفي مقدمتها " رسائل إخوان الصفا " ، وتجديد طبع " ألف ليلة وليلة " ، وعنايته بدراسة سير المجان من الشعراء في كتابه " حديث الأربعاء " وهو ثلاثة مجلدات وقد خرج من دراستهم بشبهة مسمومة هي قوله : ( إن القرن الثاني للهجرة كان عصر شك ومجون " ، وقد اعتمد في بحثه على مصادر أساتذته من المستشرقين اليهود ، وعلى " أنساب الأشراف " الذي طبع في الجامعة العبرية في القدس - التي تحتلها إسرائيل - وجارى مستشرقي اليهود في إنكار شخصية عبد الله بن سبأ " ابن السوداء " ، في الشك بوجود

23

نام کتاب : أساليب الغزو الفكري نویسنده : جريشة ، الزيبق    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست