نام کتاب : نيل الأوطار نویسنده : الشوكاني جلد : 1 صفحه : 361
والحديث أورده عبد الله بن عمر في جواب من قال له : ألا تغزو ؟ فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول بني الاسلام الحديث ، فاستدل به ابن عمر على عدم وجوب غير ما اشتمل عليه ، ومن جملة ذلك الغزو لأن الاسلام بني على خمس ليس هو منها . قال النووي في شرح مسلم : اعلم أن هذا الحديث أصل عظيم في معرفة الدين وعليه اعتماده وقد جمع أركانه . وعن أنس بن مالك قال : فرضت على النبي ( ص ) الصلوات ليلة أسري به خمسين ثم نقصت حتى جعلت خمسا ، ثم نودي يا محمد إنه لا يبدل القول لدي وإن لك بهذه الخمس خمسين رواه أحمد والنسائي والترمذي وصححه . الحديث في الصحيحين بلفظ : هي خمس وهي خمسون وبلفظ : هن خمس وهن خمسون والمراد أنها خمس في العدد وخمسون في الاجر والاعتداد . والحديث طرف من حديث الاسراء الطويل . وقد استدل به على عدم فرضية ما زاد على الخمس الصلوات كالوتر ، وعلى دخول النسخ في الانشاءات ، ولو كانت مؤكدة خلافا لقوم فيما أكد . وعلى جواز النسخ قبل الفعل وإليه ذهبت الأشاعرة . قال ابن بطال وغيره في بيان وجه الدلالة ألا ترى أنه عز وجل نسخ الخمسين بالخمس قبل أن تصلي ثم تفضل عليهم بأن أكمل لهم الثواب ، وتعقبه ابن المنير فقال : هذا ذكره طوائف من الأصوليين والشراح وهو مشكل على من أثبت النسخ قبل الفعل كالأشاعرة ، أو منعه كالمعتزلة لكونهم اتفقوا جميعا على
361
نام کتاب : نيل الأوطار نویسنده : الشوكاني جلد : 1 صفحه : 361