نام کتاب : أحكام الجنائز نویسنده : محمد ناصر الألباني جلد : 1 صفحه : 151
جاءنا آت [1] من غير بلدنا يعلمنا كيف ندخل الميت [2] ثم لم يعلم ( كذا الأصل ، وفي " المجموع " نقلا عن " الام " ( لم يرض ) ( ولعله الصواب ) حتى روى عن حماد عن إبراهيم أن النبي صلى الله عليه وسلم أدخل معترضا " . ثم ساق الشافعي حديث ابن عباس وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سل من قبل رأسه . قلت : ورجاله ثقات رجال الشيخين غير شيخ الشافعي وهو مجهول لم يسم ، لان الشافعي قال : " أخبرنا الثقة عن عمرو عن عطاء عنه " . وعن ابن سيرين قال : " كنت مع أنس في جنازة فأمر بالميت فسل من قبل رجل القبر " . أخرجه أحمد ( ( 4081 ) وابن أبي شيبة ( 4 / 130 ) وسنده صحيح 104 ويجعل الميت في قبره على جنبه اليمين ، ووجهه قبالة القبلة ، ورأسه ورجاله إلى يمين القبلة ويسارها ، على هذا جرى عمل أهل الاسلام من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وهكذا كل مقبرة على ظهر الأرض ، كذا في " المحلى " ( 5 / 173 ) وغيره . 105 - ويقول الذي يضعه في لحده : " بسم الله ، وعلى سنة رسول الله ، أو : ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم " . والدليل عليه حديث ابن عمر :
[1] هو حماد بن أبي سليمان من شيوخ أبي حنيفة كما في " فتح القدير " وغيره ، وأقول : بل الظاهر أنه أبو حنيفة نفسه بدليل قول الشافعي الآتي : " حتى روى عن حماد " فهذا صريح أنه غير حماد وإنما هو أبو حنيفة . [2] وما دل عليه هذا الحديث الموقوف ثم المرفوع قبله هو مذهب أحمد وعليه أكثر أصحابه كما في " الانصاف " ( 2 / 544 ) خلافا للحنفية كما سبق في كلام الشافعي ، واحتج لهم ابن الهمام بحديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم دخل قبرا . . فأخذه من قبل القبلة . . . رواه الترمذي وقال : " حديث حسن " . قال ابن الهمام ( 1 / 470 ) : " من أن فيه الحجاج بن أرطاة ومنها ل بن خليفة ، وقد اختلفوا فيهما ، قال : ذلك يحط الحديث عن درجة الصحيح ، لا الحسن " . قلت : بل ذلك يحطه عن درجة الحسن لان الحجاج مدلس وقد عنعنه ، وحديث المدلس المعنعن غير مقبول عند العلماء وهو أحد الحديثين اللذين ضفهما البيهقي كما سبقت الإشارة إلى ذلك في أول المسألة ، ولذلك أنكر النووي ( 5 / 295 ) على الترمذي تحسينه إياه فقال : " لا يقبل قول الترمذي فيه : إنه حسن لان الحجاج بن أرطاة ضعيف باتفاق المحدثين " . وقال الزيلعي : ( 2 / 300 ) بعد أن حكى قول الترمذي : " وأنكر عليه لان مداره على حجاج بن أرطاة ، وهو مدلس ولم يذكر سماعا ، ومنهال ضعفه ابن معين . . . " قلت : فهذا هو الحق عند من ينصف أن هذا الحديث ضعيف وحديث عبد الله بن يزيد صحيح ، ومن الغرائب أن ابن الهمام سلم بصحته ، ولكنه رده من أصله بحجة أنه فعل صحابي ظن السنة ذلك ! يقول هذا مع أن مذهبه أن قول الصحابي ، السنة كذا في معنى الحديث المسند كما نقلناه عنه في المسألة ( 77 ) ( ص 120 ) وراجع المسألة ( 73 ) ( ص 109 ، 110 ) فقيه رد على نوع آخر من التعصب وتخطئة الصحابة بدون حجة !
151
نام کتاب : أحكام الجنائز نویسنده : محمد ناصر الألباني جلد : 1 صفحه : 151