responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قاعدة لا ضرر ولا ضرار نویسنده : تقرير بحث السيد السيستاني    جلد : 1  صفحه : 225


المعدات ، وأما التنمية فإنما هي بعوامل طبيعية خلقها الله تعالى من الماء والمطر والشمس والجو وصلاحية التربة وغير ذلك حتى إن لبعض الطيور تأثيرا في ذلك بدفع الحشرات الضارة ، وقد أشير إلى بعض هذه الجهات في سورة الواقعة حيث قال تعالى : ( أفرأيتم ما تحرثون ، أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون * لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون * إنا لمغرمون بل نحن محرومون ) [1] ومفاده إن عمل الانسان إنما يقتصر على الحرث وهو من مقدمات الزرع من كراب الأرض وإلقاء البذر وسقي المبذور ، وأما نفس الزرع وهو الانبات فإنه من فعله تعالى بما قدره من عوامل مختلفة ولولا فعله سبحانه لأصبح الزرع هشيما لا ينتفع به .
وكذلك لا تعتبر زكاة الأنعام الثلاثة ضررا بعد ملاحظة اختصاصها بالسائمة منها . وربما لوحظ في فرض الزكاة عليها بعد حلول الحول عدم اجتماعها لدى صنف خاص من الناس وتيسر وقوعها في متناول من يريد اقتناءها لحوائجه الشخصية أو للتنمية .
وهكذا فرض الزكاة في الذهب والفضة المسكوكين مع حلول الحول عليهما ، فإنه ربما كان للزجر عن تجميعها أو غرامة على ذلك بملاحظة إنهما كانا في العهد السابق نقدا ، وخاصة النقد كونه ميزانا للمالية ووسيلة سهلة للتبادل بين الأمتعة ، ولولاه لكان التبادل بينهما أمرا صعبا ومعرضا للضرر والغبن وتوفر النقود وتداولها من وسائل ازدهار التجارة ونموها وذلك مورد اهتمام الشارع وعنايته كما لعله أحد أسباب تحريم ( ربا الفضل ) - كما ذكرناه في بحث الربا - .
يضاف إلى ما ذكرنا ما يترتب على تشريع الخمس والزكاة من المصالح



[1] الواقعة 56 : 63 - 67 .

225

نام کتاب : قاعدة لا ضرر ولا ضرار نویسنده : تقرير بحث السيد السيستاني    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست