حرج في الدين ) [1] وذكرت هذه الجملة تنظيرا في كلام السيد الأستاذ أيضا [2] لكنا لم نطلع على مصدر لها ، والذي يوجد في القران الكريم هو قوله تعالى ( ما جعل عليكم في الدين من حرج ) [3] وقوله ( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ) [4] وهما ليستا بنفس سياق الحديث ، فإنهما كالصريح في نفي الحكم الحرجي حيث لا يحتمل فيهما إرادة النهي عن الاحراج كما هو ظاهر . وأما الثاني : فقد ذكر هذا القائل في كلام آخر له بعد إن ساق موارد كثيرة من استعمالات ( لا ) النافية للجنس من الكتاب والسنة : ( إن نظائر هذه الفقرة فيهما وفي استعمالات الفصحاء قد أريد بها النهي ) [5] . وسيأتي نقل كلامه ونقده تفصيلا في البحث عن مسلك النهي . ونقتصر هنا على القول بأن في اعتبار تركيب آخر نظيرا لهذه الفقرة ينبغي عدم الاقتصار على ملاحظة تماثله معها في تركيب ( لا ) النافية للجنس ، لان التماثل بهذا المقدار تماثل شكلي محض ، وعدم وجود المماثل للفقرة شكلا وبهذا المعنى لا يكون نقطة ضعف في تفسيرها بذلك ، لان الاختلاف بينهما في المعنى ينشأ حينئذ عن اختلاف الخصوصيات المؤثرة في ترسيم محتوى الكلام ، فلا يقاس بعضها حينئذ ببعض . بل ينبغي في مقام التنظير اعتبار توفر الخصوصيات الموجودة في هذه الفقرة فيما يدعى نظيرا لها ، بأن يكون المنفي ماهية لا رغبة إليها لذاتها ،
[1] المكاسب للشيخ : 372 . [2] لاحظ الدراسات ص 326 فإنه قال ( كما في قضية لا حرج في الدين ) . [3] الحج 22 / 78 . [4] المائدة 5 / 6 . [5] رسالة لا ضرر للعلامة شيخ الشريعة ص 37 - 39 .