أخبارنا يدل على أنها واجبة وخلافها خطأ » [1] هذا ولكن سيمر عليك ان شاء اللَّه ان موارد وجوبها غير موارد جوازها ، وموارد رجحان تركها والإفصاح بالحق ، وليس جميع الروايات واردة على مورد واحد ولا تعارض بينها كما يظهر من عبارة شيخ الطائفة ( قدس سره الشريف ) . وبالجملة لا إشكال في دلالة الآية على جواز التقية إجمالا ، بل في الآية تصريح بنفس عنوان التقية فإن « التقية » و « التقاة » بمعنى ، بل قد عرفت قراءة التقية في نفس الآية من غير واحد من القراء . ومنها قوله تعالى في سورة النحل : « مَنْ كَفَرَ بِالله مِنْ بَعْدِ إِيمانِه ِ إِلَّا مَنْ أُكْرِه َ وَقَلْبُه ُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ ا للهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ » [2] وقد ذكر المفسرون في شأن نزول الآية أمورا تتقارب معناها وان اختلف أشخاصها وأمكنتها . وفي بعضها انها نزلت في « عمار » و « ياسر أبوه » و « أمه سمية » و « صهيب » و « بلال » و « ضباب ، حيث أخذهم الكفار وعذبوهم واكرهوهم على كلمة الكفر والبراءة من الإسلام ورسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم . فلم يعطهم أبو عمار وأمه فقتلا وكانا أول شهيدين في الإسلام وأعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا منه ، فأخبر سبحانه بذلك رسول اللَّه فقال قوم كفر عمار ، وقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ان عمارا مليء ايمانا من قرنه إلى قدمه واختلط -