نام کتاب : العناوين الفقهية نویسنده : الحسيني المراغي جلد : 1 صفحه : 441
المادية . والدليل على ذلك : تبادر المعنى من ألفاظ العبادات ، وسلب الاسم عما تغير فيه الهيئة في بعض الأفراد ، كالفعل الكثير في الصلاة . فصار معلوما أن الهيئة مطلقا غير خارجة عن الماهية ، بل هي جزء صوري للمأمور به . مضافا إلى أنا وجدنا في العبادات : أن الشارع جعل التقديم والتأخير ونحو ذلك منوعا للعبادة ، وجعل لكل قسم منهما أحكاما برأسه ، فكشف أن الهيئة لها مدخلية في الماهية . على أن الظاهر : أن الشارع في هذا التركيب جرى مجرى طريقة الحكمة المعروفة بين العقلاء ، ولا ريب أن ما نراه من طريقة العقلاء في إحداث التراكيب المختلفة في أدوية ومعاجين وأبنية وآلات ونحو ذلك مدخلية الصور والهيئات في آثارها وثمراتها ومطلوبيتها ، ومع اختلال تلك الهيئة لا يرتبون تلك الثمرات عليه . مع أن كل موجود خارجي مما خلقه الله تعالى نرى أن لهيئته مدخلا في التسمية ، بل الأسماء دائرة مدار الهيئات والصور دون المواد ، فمقتضى ذلك كون الهيئة داخلة في مسميات ألفاظ العبادة ، ولازم ذلك عدم صدق اللفظ وعدم ترتب الثمرات بدونها ، وهو معنى البطلان . فإن قلت : إنا لا ننكر دخول الهيئة في الجملة في الماهية بل ذلك من الواضحات ، ولكنه لا يلزم منه أن كل زيادة ونقيصة مبطل ، لعدم تغير الهيئة بمطلق الزيادة والنقيصة . قلت : هذا غفلة من المدعى ، وبيان ذلك : أن الكلام تارة في أن هيئة العبادة أي شئ هو ؟ بمعنى : أنا لا ندري - مثلا - أن القعود في أثناء الطواف مبطل أم لا ؟ ونحو ذلك ، والكاشف عن ذلك أحد أمور :
441
نام کتاب : العناوين الفقهية نویسنده : الحسيني المراغي جلد : 1 صفحه : 441