responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العناوين الفقهية نویسنده : الحسيني المراغي    جلد : 1  صفحه : 290


وليس المراد منه أن في هذا الدين أشياء سهلة وأشياء صعبة بالغة حد الحرج ، فإن ( الدين ) إن كان اسما لكل فرد من التكاليف قضى بكون كل منها سهلة ، وإن كان اسما للمجموع المركب يقتضي ذلك أيضا ، لأن وجود الحرج في الدين يجعل المجموع المركب صعبة [1] إذ انضمام التكاليف السهلة إلى الشديدة لا يوجب سهولة الشديدة ، بل يزيد ذلك شدة ويكون ثقلا فوق ثقل ، لا كتركيب الماء الحار المغلي بالبارد حتى يعتدل ، فإن ذلك ليس من هذا الباب .
وقد علم من ذلك : أن وجود ما يصدق عليه الحرج والعسر في هذا الدين مناف للروايتين المشهورتين ، بل لم ينكر ذلك أحد .
فإن قلت : لعل المراد : كونها سهلة بالنسبة إلى ما فوقها من الصعوبة ، فإن مراتب الشدة متفاوتة .
قلت : يكفينا في نفي الحرج والعسر ، فإن إطلاق ( السهل ) ينفي ما قابله ، وظاهره : أن ما يعد حرجا وعسرا غير موجود في الدين وإن كان فيه أيضا مشقة وشدة ببعض مراتبها ، فتدبر .
مع أن ما ذكر من الآيات والروايات في نفي الحرج والعسر لا يخفى على من لاحظها بعين البصيرة أنها ليست مسوقة على سياق ما ورد من العمومات الاخر التي تتخصص بالدليل .
فإنه لو قال قائل : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ، إلا فيما ثبت من الشرع ) وكذا قوله : ( ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج إلا فيما جعله في بعض الأحكام ) لكان هذا مما يشمئز منه النفس ، ويفهم منه التناقض ، وليس ذلك إلا مثل قوله تعالى : وما الله يريد ظلما للعباد [2] وما ربك بظلام



[1] في ( ف ، م ) : صعبا .
[2] غافر : 31 .

290

نام کتاب : العناوين الفقهية نویسنده : الحسيني المراغي    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست