responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 76


بدء الجواب عن كلمات أهل الوحدة فقول القائل : " إن الله لطّف ذاته فسماها حقاً ، وكثفها فسماها خلقاً " هو من أقوال الوحدة والحلول والاتحاد ، وهو باطل فإن اللطيف إن كان هو الكثيف فالحق هو الخلق ولا تلطيف ولا تكشيف ، وإن كان اللطيف غير الكثيف فقد ثبت الفرق بين الحق والخلق ، وهذا هو الحق ، وحينئذ فالحق لا يكون خلقاً فلا يتصور أن ذات الحق يكون خلقاً بوجه من الوجود كما أن ذات المخلوق لا تكون ذات الخالق بوجه من الوجوه .
وكذلك قول الآخر ظهر فيها حقيقة واحتجب عنها مجازاً فإنه إن كان الظاهر غير المظاهر فقد ثبت الفرق بين الرب والعبد ، وإن لم يكن أحدهما غير الآخر فلا يتصور ظهور واحتجاب .
ثم قوله : " فمن كان من أهل الحق شهدها مظاهر ومجالي ، ومن كان من أهل الفرق شهدها ستوراً وحجباً " . كلام ينقض بعضه بعضاً فإنه إن كان الوجود واحداً لم يكن أحد الشاهدين عين الآخر ولم يكن الشاهد عين المشهود ولهذا قال بعض شيوخ هؤلاء : من قال إن في الكون سوى الله فقد كذب ، فقال له آخر فمن الذي يكذب ؟ فأفحمه . وهذا لأنه إذا لم يكن موجود سوى الواجب بنفسه كان هو الذي يكذب ويظلم ويأكل ويشرب . وهكذا يصرح به أئمة هؤلاء كما يقول صاحب الفصوص وغيره أنه موصوف بجميع صفات الذم ، وأنه هو الذي يمرض ويضرب وتصيبه الآفات ويوصف بالمصائب والنقائص ، كما إنه هو الذي يوصف بنعوت المدح والذم ، قال : فالعلي لنفسه هو الذي يكون له جميع الصفات

76

نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست