نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 75
فيه الأمر فيضاهون المشركين الذين كانوا يبتدعون ديناً لم يشرعه الله ويحتجون بالقدر على مخالفة أمر الله . والصنف الثالث : من الضالين في القدر من خاصم الرب في جمعه بين القضاء والقدر والأمر والنهي كما يذكر ذلك على لسان إبليس ، وهؤلاء خصماء الله وأعداؤه ، وأما أهل الإيمان فيؤمنون بالقضاء والقدر والأمر والنهي ، ويفعلون المأمور ، ويتركون المحظور ، ويصبرون على المقدور ، كما قال تعالى : " من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين " فالتقوى تتناول فعل المأمور ، وترك المحظور ، والصبر يتضمن الصبر على المقدور . وهؤلاء إذا أصابتهم مصيبة في الأرض أو في أنفسهم علموا أن ذلك في كتاب ، وإن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم ، وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم ، فسلموا الأمر لله وصبروا على ما ابتلاهم به ، وأما إذا جاء أمر الله فإنهم يسارعون في الخيرات ، ويسابقون إلى الطاعات ، ويدعون ربهم رغباً ورهباً ، ويجتنبون محارمه ، ويحفظون حدوده ، ويستغفرون الله ويتوبون إليه من تقصيرهم فيما أمر وتعديهم لحدوده ، علماً منهم بأن التوبة فرض على العبد دائماً وإقتداءً بنبيهم حيث يقول في الحديث الصحيح : " أيها الناس توبوا إلى ربكم فوالذي نفسي بيده إني لأستغفر الله وأتوب إليه أكثر من سبعين مرة " وآخر سورة نزلت عليه : " إذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً ، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً " . وإذا عرف هذان الأصلان فعليهما يبني جواب ما في هذا السؤال من الكلمات ؛ ويعرف ما دخل في هذه الأمور من الضلالات .
75
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 75