responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 74


الفرق ، واعتصام بالأمر والنهي ، وحينئذ فقد نقضت أصلك وتناقضت فيه ، وهذا لازم لكل من معك فيه ، ثم مع فساد هذا الأصل ، وتناقضه فهو قول باطل وبدعة مضلة .
فمن جعل الإيمان بالقدر وشهوده عذراً في ترك الواجبات وفعل المحظورات [1] بل الإيمان بالقدر حسنة من الحسنات ، وهذه لا تنهض بدفع جميع السيئات ، فلو أشرك مشرك بالله وكذب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ناظراً إلى أن ذلك مقدر عليه لم يكن ذلك غافراً لتكذيبه ، ولا مانعاً من تعذيبه ، فإن الله لا يغفر أن يشرك به سواء كان المشرك مقراً بالقدر وناظراً إليه ، أو مكذباً أو غافلاً عنه ، بل قد قال إبليس " فيما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين " فأصر واحتج بالقدر ، فكان ذلك زيادة في كفره ، وسبباً لمزيد عذابه ، وأما آدم عليه السلام فإنه قال " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر وترحمنا لنكونن من الخاسرين " قال تعالى : " فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم " فمن استغفر وتاب كان آدمياً سعيداً . ومن أصر واحتج بالقدر كان إبليسياً شقياً . وقد قال تعالى لإبليس : " لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين " .
وهذا الموضع ضل فيه كثير من الخائضين في الحقائق فإنه يسلكون أنواعاً من الحقائق التي يجدونها ويذوقونها ويحتجون بالقدر فيما خالفوا



[1] سقط من هنا جواب : فمن جعل - والمعنى من جعل الإيمان بالقدر عذرا لمن عصى الله وأشرك به - لزمه كون هذا الإيمان منكرا من المنكرات وضلالة من الضلالات ؛ وليس الأمر كذلك - بل الإيمان بالقدر حسنة من الحسنات الخ

74

نام کتاب : مجموعة الرسائل والمسائل نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست