أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد : فيقول : إنهم مني ، فيقال : إنك لا تدري ما عملوا بعدك ، فأقول : سحقا سحقا لمن بدل بعدي [1] . وفيه : قالت أسماء بنت أبي بكر مرفوعا : إني على حوضي أنظر من يرد علي منكم ، وسيؤخذ أناس دوني فأقول ، يا ربي مني ومن أمتي ، فيقال : أما شعرت ما عملوا بعدك ، والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم . قال : فكان ابن أبي مليكة يقول : اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو أن نفتن عن ديننا . وفيه تقول ( عائشة ) : سمعت رسول الله ( ص ) يقول وهو بين ظهراني أصحابه : إني على الحوض أنتظر من يرد علي منكم ، فوالله ليقتطعن دوني رجال فلأقولن : إي رب مني ، ومن أمتي فيقول : إنك لا تدري ما عملوا بعدك ، ما زالوا يرجعون على أعقابهم . وفيه : عن أم سلمة مرفوعا : إني لكم فرط على الحوض فإياي لا يأتين أحدكم فيذب عني كما يذب البعير الضال ، فأقول : فيم هذا ؟ فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقا . وفيه : عن عبد الله مرفوعا : أنا فرطكم على الحوض ، ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم ، فأقول : يا رب أصحابي أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . قال النووي : قال القاضي عياض : أحاديث الحوض صحيحة ، والإيمان به فرض ، والتصديق به من الإيمان وهو على ظاهره عند أهل السنة والجماعة لا يتأول ولا يختلف فيه . وقال القاضي : حديثه متواتر النقل روته خلائق من الصحابة ، فذكره مسلم من رواية أبي سعيد ، وسهل ابن أبي سعيد ، وجندب ، وعبد الله ابن عمرو ، وابن عمرو بن العاص ، وعائشة ، وأم سلمة ، وعقبة بن عامر ، وابن مسعود ، وحذيفة ، وحارثة بن وهب ، والمستورد ، وأبي ذر ، وثوبان ، وأنس ، وجابر بن سمرة ، ورواه غير مسلم من رواية أبي بكر الصديق ، وزيد بن أرقم ، وأبي أمامة ، وعبد الله بن زيد ، وأبي برزة وسويد بن جبلة ، وعبد الله بن الصنابحي ، والبراء بن عازب ، وأسماء بنت أبي بكر ، وخولة بنت قيس ، وغيرهم . قلت : ورواه البخاري ، ومسلم أيضا من رواية أبي هريرة ، ورواه غيرهما من رواية عمر ابن الخطاب ، وعائذ بن عمرو ، وآخرين ، وقد جمع ذلك كله الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه البعث والنشور بأسانيده وطرقه المتكاثرات قال القاضي : وفي بعض هذا ما يقتضي كون الحديث متواترا . قال النووي : " أما أصيحابي " فوقع في الروايات مصغرا مكررا ، وفي بعض النسخ " أصحابي أصحابي " مكررا . وفي البخاري ( كتاب الفتن ) عن أبي هريرة [2] وفيه : ( باب الحوض ) ، قال الحافظ في الفتح : ولأحمد ، والطبراني من حديث أبي بكرة رفعه : " ليردن علي الحوض رجال من صحبني ورآني " ، وسنده حسن ، وللطبراني من حديث أبي الدرداء نحوه وزاد : فقلت : يا رسول الله ادع الله أن لا يجعلني منهم . قال : لست منهم ، ( وسنده حسن ) .