responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلك النجاة في الإمامة والصلاة نویسنده : علي محمد فتح الدين الحنفي    جلد : 1  صفحه : 107


مجملا ، ولنفصلها ثانيا .
صفات الخليفة بعد النبي ( ص ) إعلم أنه لا بد من ذكر علامات معرفة الخليفة لتميز الصادق من الكاذب ، فمنها : أنه يستجمع صفات مستخلفة من العصمة والعلم والشجاعة ، وغيرها لتكميله كمالاته ، ولإتمامه أغراضه إلا النبوة لقوله : " لا نبي بعدي " ، وهو في قوله وفعله واجب الطاعة ، ولازم الاقتداء للاهتداء ، والاستخلاف لا يكون إلا بانتخاب من الله تعالى كما قال عز من قائل " وربك يخلق ما يشاء ويختار وما كان لهم الخيرة " " والله يجتبي إليه من يشاء " " وإني جاعل في الأرض خليفة " " وإنا جعلناك خليفة في الأرض " " ليستخلفهم في الأرض " " وآتاه الله الملك والحكمة " ، وليس للإنسان فيه دخل ما ، لا في الاستخلاف ، ولا في العزل .
نعم يجب أن يكون معصوما وأفضل زمانه مختصا بنص الله ومنتخبا بجعل الله ، لا بانتخاب الناقصين ، لأن اجتماع الناقصين ناقص ، ولا يكون كالعوام مثل الأنعام بل يكون ممتازا من أبناء جنسه فطرة ، وماهرا برموز كتابه تعالى ، وعالما بكنوز حقائقه ودقائقه بعلم وهبي لا كسبي " وعلمناه من لدنا علما " " وذلك فصل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " ، وهو الذي قال في حقه " أنا مدينة العلم وعلي بابها " و " إنه وصيي ووزيري وخليفتي ومنجز وعدي " ، وقال " لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " قاله لعلي ( كذا في كنز العمال ) [1] ، وأنه " أول من آمن وأول من صدق بي " وكمالاته أظهر من الشمس في رابعة النهار ، والقمر ليلة البدر إن لم يحجب التعصب ( كما سيأتي إن شاء الله في موازنة الصفات ) .
ثم بعده ذريته بإظهار وصية من سبق لمن لحق إلى قيام الساعة ، فقد ثبت ما ادعيناه من ضرورة الإمام ، وخليفة الله في كل زمان عند أهل السنة أيضا ، وإنما الفرق بين الفريقين أن أهل السنة لم يشترطوا أن يكون الإمام أعلم وأفضل أهل زمانه بل أجمعوا بصحة إمامة المفضول مع وجود الفاضل ، واستدلوا بصحة خلافة عثمان مع وجود علي ( ع ) ، واختلافهم في فضيلة عثمان على علي ( ع ) ثابت في كتبهم من الصواعق وغيره .
في شرح العقائد للتفتازاني : وأن لا يكون الإمام أفضل أهل زمانه لأن المساوي له في الفضيلة بل المفضول الأقل علما وعملا ربما كان اعرف بمصالح الإمامة ومفاسدها ، ولهذا جعل عمر الإمامة شورى بين ستة مع القطع بأن بعضهم أفضل من بعض [2] .
أقول : فإذا استقر عندهم عدم اشتراط الأفضل ثبت عندهم عدم عصمته من الأفعال الذميمة بل الفاسق والفاجر والظالم يصلح أن يكون إماما كما قالوا ، ولا ينعزل بالفسق كذا في شرح العقائد ، وشرح الفقه الأكبر ، وشرح المواقف ، واستدلوا بأنه قد ظهر الفسق وانتشر الجور من الأئمة والأمراء واختاروه عند أبي حنيفة ، وقال الشافعي : إن الإمام ينعزل بالفسق والجور وكذا كل قاض وأمير [3] .



[1] كنز العمال ، ج‌ 2 ، ص 153 .
[2] شرح العقائد ، ص 133 .
[3] شرح العقائد 7 ص 144 ، وشرح الفقه الأكبر ، ص 129 ، وشرح المواقف ، ص 734 .

107

نام کتاب : فلك النجاة في الإمامة والصلاة نویسنده : علي محمد فتح الدين الحنفي    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست