responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلك النجاة في الإمامة والصلاة نویسنده : علي محمد فتح الدين الحنفي    جلد : 1  صفحه : 106


" وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " ، و " لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل " ، والقرآن كلام مالك الملوك ، وكلام الملوك ملك الكلام قال في شأنه " تفصيلا لكل شئ " و " تبيانا لكل شئ " لكن هو كتاب صامت وليس بناقص ، لكن عقول كل الناس لا تدركه حق إدراكه بمجرد السماع عنه السلام ، أو ممن بعده .
كما يشهد عليه حال كبار الصحابة فضلا عمن بعدهم من الصحابة والتابعين وغيرهم بل الذين قال عز وجل في شأنهم " هو آيات بينات في صدور الذين أتوا العلم وإن الذين أتوا العلم من قبل إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا " أحق بإدراكه ، " ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أتوا العلم ماذا قال آنفا " [1] ، شاهد صدق على ما قلنا و ( التفصيل سيأتي إن شاء الله في علم الشيخين ) ، فالذين أوتوا العلم من قبل ومن قبل في حقه " وعلمك ما لم تكن تعلم " ، و " علمناه من لدنا علما ، هم واقفو رموز القرآنية ، وعالمو أسراره لكون علمهم وهبيا كما قال سيد الأوصياء ، إمام الأمة ، أبو الأئمة علي عليه السلام " وهب لي عقلا " ، " ولو وضعت لي وسادة وجلست عليها لأخبرت . . . " الخ ، وسيأتي في علمه مستوفى .
وقد ألف الإمام الغزالي رسالة في ( العلم الوهبي ) . وأما الذين علمهم كسبي فبعد جهدهم البليغ وتحصيلهم القواعد العربية من النحو واللغة وغيرهما قل ما يطلعون على بعض مدركاته الظاهرية ويعتبرون منه على قدر عقولهم ، وأفهامهم ، واختلاف تفاسيرهم شاهد صدق على عدم علمهم باليقين ، كما أن الإمام الرازي ، والزمخشري ، والسيوطي مع جلالة قدرهم في العلوم لم يفتوا بقول واحد بل قد جاوزوا الأربعين ، أو الخمسين قولا بل قالوا ( يحتمل ) ، و ( يمكن ) ، و ( أعترض عليه ) ، و ( ها هنا بحث وفيه شئ ) ، وما شابه ذلك ، ويرد بعضهم قول بعض .
وهذا ليس من شأن القرآن الحكيم وحاشاه ثم حاشاه ، لأنه " لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ، ولتبين لهم الذي اختلفوا فيه " ، والغرض من نزول القرآن رفع الاختلاف . ومن البين أن التفسير بالرأي ( مع أنه مذموم ) دال على عدم أخذهم علم القرآن من الذين أتوه ، وقول النبي - ص - ( غير مرة ) " إني تارك فيكم الثقلين ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " ، فلا تسبقوهما ولا تعلموهما " وهو خبر متواتر ( كما ذكر ) دال على أن عالم القرآن عترته عليهم السلام " علي مع القرآن ، والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ، " أنا مدينة العلم وعلي بابها " " لو وقرت سبعين بعيرا من تفسير أم القرآن " " سلوني قبل أن تفقدوني " " تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم " " فمن استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها " ، " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " " ومن شذ شذ في النار " لا حول ولا قوة إلا بالله .
ولا يرد أن الأحاديث مفسرة للقرآن الكريم ، لأنها محتاجة إلى الرواة ، وهم ثقات وضعفاء ، أو كذابون ، أو وضاعون أو سيئ الحفظ ، أو ليسوا أقوياء ، وليسوا مجيدين . والحال هنا كان كمن فر من المطر ووقف تحت الميزاب .
فتفسير الأئمة ، والأحاديث الصحيحة المروية عنهم مقبولة واجبة العمل بمعيار لن يفترقا فاحتيج في كل زمان بعد النبي ( ص ) إلى خليفته فوجب معرفته ، ولمعرفته علامات قد ذكرناها من قبل



[1] سورة محمد : 47 / 16 .

106

نام کتاب : فلك النجاة في الإمامة والصلاة نویسنده : علي محمد فتح الدين الحنفي    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست