نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 62
ودهشة الراهب الذي رأى ذلك فسأل ميسرة عن هذا المستظل الكريم - وقوله ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي . وتمضي أيام الرحلة يحسبها ميسرة خفاقا ندية ، لا يضنيه سعيها ، ولا يوحشه ليلها ، لما يجد من الأنس برفقة هذا الفتى الذي سمته مكة الصادق الأمين ، ورآه هو ورأى منه ما ملك عليه قلبه وحير عقله ، فهو لا يحلف باللات والعزى كما يحلفون ، بل ولا يحلف في بيع ولا شراء حتى يروج تجارته ، وكم رأى من التجار قبله من لجاجة وحلف وهو سمح في بيعه وشرائه واقتضائه ، بشوش في نظرته ولقائه ، محبب لدى كل من يجالسه أو يخالطه أو يبايعه . يأخذ النفس منه جلال هادئ ، ووقار وسماحة ، وكأن قوله خرزات من الدر سلكت في نظام - فلا تجد فيها هجرا ولا فحشا ولا تطاولا . ويوم عادت القافلة سبق ميسرة إلى مولاته يبشرها فأطلت مع نسائها من علية لها فرأت محمدا على ناقته في قائم الظهيرة - ومن خلفه القافلة تتهادى . أتراها سعيدة بعودة هذا الفتى الهاشمي النبيل سالما غانما ، أم تراها محبورة بأنباء الربح المضاعف والمتجر الفاخر الذي عاد به . وميسرة يقول ما عنده [1] ويحدث بما رأى وما سمع وعن الربح والمال - والرحلة وعجائبها ، ولكن قلب خديجة الطاهرة وعينها الساهمة لا
[1] أنظر أحاديث خروجه صلى الله عليه وسلم إلى الشام في تجارة خديجة وما كان من أمر الراهب وميسرة وتظليل الغمامة له صلى الله عليه وسلم . البيهقي في " دلائل النبوة " ( 2 / 66 ) عبد الرزاق في مصنفه ( 5 / 320 ) ، وابن زبالة ( ت 199 ه ) بسنده : منتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ص ( 24 ) . " دلائل النبوة " لأبي نعيم ( 1 / 54 ) سيرة ابن هشام ( 1 / 188 ) ، " الروض الأنف " ( 2 / 236 ) ، " تاريخ الطبري " ( 2 / 280 ، " الطبقات " لابن سعد ( 1 / 1 / 82 ) ، الخصائص الكبرى ( 1 / 91 ) عيون الأثر ( 1 / 61 - 62 ) نهاية الأرب ( 16 / 85 ) .
62
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 62