نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 61
حسن الطلعة ، سمح المحيا ، يألف الناس ويألفونه ، ويحبهم ويحبونه ، ويلقى الناس دائما بوجه صبيح حسن ، ويحدثهم بأعذب الحديث ، وأطيب الكلم . كان على شبابه لا يخالط اللاهين [1] ولا يشارك العابثين ، ولا يرد حيث يعاتب أو يلام ، يتكلم نزرا ، وينطق فصلا ، ولا يقول هجرا ولا لغوا ، ترعاه العيون بهاء وعزة ، وتحوطه القلوب ، إجلالا ومردة ، وتتمنى كل أم أن يكون لها ابنا ، أو يكون لها مثله ، وتود كل كريمة من كرائم مكة أن يكون لها حليلا ، وهو عن أ صنامهم مشغول بفكر يتأمل ، وعن أنصابهم وأزلامهم محجوب بقلب أبي ، وعقل ذكي ، وروح قوي ، وقد عرفوا من صدقه وبره ، ويمنه وفضله ما جعلهم يرجعون إليه في مهم أمرهم إذا التبست الآراء ، ويقبلون حكمه على حداثة سنه إذا اختلفوا في أمر عظيم . وتهيأت تجارة خديجة لرحلة تاريخية تقصد بصرى ، وقد ذكر غير مجهول - محمد بن عبد الله الهاشمي - ليقوم في تجارتها فأثنت ورحبت ووعدت وأضعفت ، وأرسلت معه مولاها ميسرة خادما ومعينا ، وأوصته أن يرصد لها حاله ، ويعرف لها ما تحب أن تعرفه من شأنه فارتحلا بالقافلة . وكل يوم يرى ميسرة عجبا ، من صدقه وبره ، وأمانته وكرامته ، ويشهد الأعاجيب من بركة يده في المطاعم والمشارب ، ويمن نقيبته في البيع والشراء ، وتلك الغمامة التي تقفو أثره تظله ، وتقف على رأسه إن جلس . وتلك الشجرة التي حنت عليه بجذعها ، وانعطفت إليه بظلها ،
[1] أنظر ما جاء في حفظ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في شبيبته عن أقذار الجاهلية ومعابثها في : " صحيح البخاري " مع شرحه " فتح الباري " ( 1 / 474 ، 3 / 439 ، 10 / 145 ) " صحيح مسلم " ( 1 / 267 - 268 ) . " دلائل النبوة " لأبي نعيم ( 143 ) " دلائل النبوة للبيهقي ( 2 / 30 - 42 ) " السنن الكبرى " له ( 6 / 366 ) " الخصائص الكبرى " للسيوطي ( 1 / 89 ) ، سبل الهدى ( 2 / 199 - 200 ) سيرة ابن هشام ( 183 ) ، البداية والنهاية لابن كثير ( 2 / 287 ) .
61
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 61