responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني    جلد : 1  صفحه : 63


تجد في وجدانها ولا لمحاتها إلا شخص محمد يسعى على مهل حتى يحط في ساحة دارها - ويلتفت محييا مغضيا . . وهي تلقاه في بهجة تفيض بها روحها وبشر يسبق تحيتها وترحيبها ومباركتها بسلامة العودة ، ويمن القفول ، ويوجز لها في بشاشة أنباء سفرته وعائد تجارته ، ويؤدي إليها ما استودعته من مالها وتجارتها - ثم يمضي مودعا - غير مستأن . . ومن ورائه كل مشاعرها تصحب خطاه وظله ، وتتمنى لو أطال المقام ولو قليلا ، وتود أن تدعوه إلى شئ من ذلك لولا الحياء ، وخديجة من أسرة تهتم بالشرف ، وفي رجالها من كان متحنفا مطلعا على ما في التوراة والإنجيل ، يترقب ظهور نبي قد أظل زمانه ، ويوشك أن تشرق أنواره ، يبعثه الله من ولد إسماعيل .
ومن مآثر أبيها أنه تصدى لآخر ملوك تبع ، ومنعه أن يأخذ الحجر الأسود يوم حاول تبع أن يأخذه إلى اليمن .
وكانت خديجة ذات تصون وحياء ، وكانت تتحرج مما كانت عليه قريش وقبائل العرب من عبادة الأصنام والأوثان ، التي عرفت من ابن عمها ورقة بن نوفل أنها لا تضر ولا تنفع ، وأنها تخالف ما في الحنيفية الأولى التي كان عليها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ، كما تخالف ما ورد في التوراة والإنجيل من التوحيد الخالص لله الواحد الأحد ، فهي ترقب مع ابن عمها ورقة ظهور نبي آخر الزمان ، الذي بشرت به التوراة والإنجيل .
ها هي ذي ترى أمامها محمدا الأمين الذي شغل أندية مكة بخلقه وصدقه وعظيم سجاياه ، كما شغلها بما سمعته من أمره من أحاديث خديجة وغلامها ميسرة ! !
إنه لا يسجد لصنم ولا يتقرب إلى وثن ، ولا يعبد ما يعبدون من آلهة ، ولا يحلف بما يحلفون ، ولا يشاركهم في إثم ، ولا يعاقر خمرا ، ولا يقارف مجونا ولا عبثا . . وكانت تتساءل في سرها : أيكون محمد نبي آخر الزمان ؟ ! !

63

نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست