نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 29
والحقيقة أن الجميع أشرف ومن آل البيت ، ويقولون في ذلك : " ابن أخت القوم منهم " . ويستدلون في ذلك بالآيات الكريمة من سورة الأنعام التي تتحدث عن ذرية إبراهيم عليه السلام : " ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين " ( الأنعام / 84 - 85 ) . هل هناك فرق بين السيد والشريف : بعد هذا العرض السابق لمعنى الشريف والسيد في اللغة ، ولما يصطلح عليه بعض الناس من تخصيص بعضهم بلقب الشريف وآخرين بلقب السيد . . أقول : إن الفرق اللغوي يجعل اللقبين متداخلين ، حتى لو قلنا بعموم لقب السيد وخصوص لقب الشريف كما أسلفنا . لأن الجميع ينتسب إلى رسول الله وصلى الله عليه وسلم ، وهو السيد ولد آدم ولا فخر ، وهو إمام الأمة وقائدها وهاديها إلى صراط الله المستقيم . وكل ذريته صلى الله عليه وسلم ورث عنه هذا الشريف ، وتلك السيادة ولا يبلغ ملك بعضهم في فترة ما بعده إن يتفوق على شرف الانتساب إليه صلى الله عليه وسلم والذي يتساوى فيه من حكم منهم ومن لم يحكم ، لأن الشرف هنا شرف النبوة ، وهو لا يقاس به أبدا شرف الحكم والملك . وواضح هنا أن هذا الشرف مرهون بتحقيق الإيمان ، لأنه لا شرف مع الكفر ، ولا سيادة إلا بالإيمان وطاعة الله ورسله ، لأن شرف النبوة في حقيقته شرف إيمان وجهاد وليس مجرد آباء وأجداد ، ولقد نفى الله عن نوح عليه السلام ولده الكافر وأخرجه من أهله ، فقال : " يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح " ( هود 8 : 46 ) . وإذا كان الكفر ينفي التوارث في المال ، فمن باب أولى ينفي
29
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 29