نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 225
بما آتاه الله من الحكمة والتأييد أن يكون لها خير رجل لزوجه وخير رجل لأهله ، وكما كان خير الأنبياء للناس أجمعين ، هذا وإن زواجه بها من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم فقد استطاع أن يعيش معها دون أن تشعر لحظة واحدة أنها خسرت من متاع دنياها شيئا ، وإذا كانت الأنثى تحلم بالشباب والجمال ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شابا في كل شئ ، حتى وهو نبي يوحى إليه ، شابا في قوته وهيأته ، شابا في حيويته ونشاطه ، قد آتاه الله من قوة الشباب ما يعجز عنه أكثر الشباب - وربما كان هذا من خصوصياته - فقد كان الصحابة يرون أن الله قد آتى نبيه قوة أربعين رجلا ، لذلك كان يطوف - إذا شاء - في الليلة الواحدة على نسائه كلهن ، ويعاشرهن فما يقصر بحق واحدة منهن . وقد آتاه الله من الحسن والجمال ما لم يؤت مثله أحدا من البشر حتى يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، قال البراء بن عازب رضي الله عنه : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعا ولقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه ) ( 1 ) . أما بركة هذا الزواج على عائشة رضي الله عنها فقد حظيت بأعظم الشرف الذي تطمح إليه امرأة عاقلة ، فأصبحت زوجا لسيد ولد آدم وخاتم النبيين ، وصارت إحدى أمهات المؤمنين يذكرها القرآن بذلك إلى يوم القيامة ، ونالت بذلك أعلى منازل الجنة مع أزواجه الطيبات الطاهرات ، وقد أنزل الله عز وجل في براءتها من حديث الإفك ثلاث عشرة آية في سورة النور كانت كل آية منها درسا بليغا في تربية الأسرة المسلمة ، وإعداد المجتمع المسلم ليكون المجتمع الأمثل في الظهر والفضيلة ، وشهد الله عز وجل بأنها الزوجة الطاهرة الطيبة للزوج الطاهر الطيب ، فأعظم بها من شهادة ، وهنيئا لعائشة شهادة الله وبشارته . ( . . . والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم
225
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 225