نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 149
فقال الحر : إنا أمرنا إذا نحن لقيناك أن لا نفارقك حتى نقدم بك إلى الكوفة على عبيد الله بن زياد . وأدرك الحسين عظم المكر وهول الخديعة ، فعرض على عمر بن سعد قائد جيش ابن زياد أن يدعه يعود من حيث جاء ، أو يتركوه يسير مجاهدا في سبيل الله ، أو يدعوه يذهب إلى يزيد في دمشق ، فأبوا عليه إلا أن ينزل على حكم ابن زياد وأبى الحسين ذلك أشد الإباء [1] فما يليق بسبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن الخليفة الراشد أن يسلم نفسه إسلام الذليل ، وعزم على القتال مجتهدا معتقدا أنه على الحق ، وأنهم على الباطل وأنه إن قتل في مقاومة الظلم كان ذلك أعذر له عند الله عز وجل . وقال الحسين : خذلتنا شعيتنا ، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف من غير حرج عليه وليس عليه وليس عليه منا ذمام [2] ، فتفرق أكثر الناس من حوله حتى بقي في أهله وأصحابه الذين جاءوا معه من مكة ، وكره أن يسيروا معه إلا وهم يعلمون علام يقدمون ، وقد علم أنه إذا بين لهم الأمر لم يصحبه إلا من يريد مواساته في الموت معه . وقال قوم للحسين : قد علمنا رأيك ورأي أخيك - أي الحسن - فقال : " إني لأرجو أن يعطي الله أخي على نيته في حب الكف وأن يعطيني على نيتي في جهاد الظالمين " [3] . ولم يبق مع الحسين إلا سبعون رجلا منهم شيعته من آل البيت ، والتحق بعض من كان معه من مريدي الفتنة بجيش ابن زياد لينجوا
[1] أنظر البداية والنهاية ج 4 / 2 صفحة 169 ، 170 . [2] المصدر السابق 169 ، 170 . [3] المصدر السابق 161 .
149
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 149