نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 126
وقد تجلت فيه وفي أخيه الحسين مواريث الفصاحة ، ونفاذ البصيرة ، والحلم والكرم عن جدهما وأبيهما وأمهما ، وقد تلقيا عن أبيهما العلم والقرآن والتأويل ، وكذلك اغترفا من علم الصحابة الذين عاصروهما . وأحاديث جود الإمام الحسن وسخائه أكثر من أن تحصى ، ونذكر منها [1] : " سمع مرة رجلا يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف الحسن إلى منزله وبعث بها إليه " . وسأله رجل صدقة ولم يكن معه شئ ، فاستحيي أن يرده بلا عطاء فقال له ألا أدلك على شئ يحصل لك منه البر ؟ قال بلى فما هو ؟ قال : اذهب إلى الخليفة فإن ابنته توفيت وانقطع عليها وما سمع من أحد تعزية فعزه بقولك له : " الحمد لله الذي سترها بجلوسك على قبرها وما هتكها بجلوسها على قبرك " . فذهب الرجل وفعل مثل ما أمره ، فسرى عن الخليفة حزنه ، وأمر له بجائزة ، وقال له : أكلامك هذا . فقال بل كلام الحسن ، قال صدقت فإنه معدن الكلام الفصيح وأمر له بجائزة أخرى " [2] . وجاء رجل يشكو إليه ضيق الحال ، فدعا الحسن وكيله وجعل يحاسبه على نفقاته ومقبوضاته حتى استقصاها ، فقال لوكيله : هات الفاضل فأحضر خمسين ألف درهم ، ثم قال ماذا فعلت بالخمسمائة دينار التي معك ؟ قال عندي ؟ قال فأحضرها ، فلما أحضرها دفع الدراهم والدنانير إلى السائل واعتذر له . وخرج الإمام الحسن ومعه أخوه الحسين ومعهما ابن عمهما
[1] راجع ما جاء في جوده وسخائه في : صفة الصفوة ( 1 / 760 ) ، سير أعلام النبلاء ( 3 / 253 ، 360 ) ملتقى الأصفياء ( 38 ) . [2] كان في استطاعة الحسن - رضي الله عنه - أن يعتذر للسائل بأن ليس لديه شئ يعطيه ، ويكون عذره وقتئذ مقبولا ، لكنه رضي الله تعالى عنه التمس له طريقة يفرج بها كربة السائل ، فأشار عليه بما تقدم فنال ما نال .
126
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 126