نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 613
وهذا الذي لزم هؤلاء وأخذ عليهم به الميثاق في قول الحق لازم لنا على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم وكتاب ربنا ، على ما تقدم بيانه في ( سورة ) النساء ، ولا خلاف فيه في جميع الشرائع ، والحمد لله ] . أقول : بث العلم وإظهاره ونشره والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصيحة الفساق وغير الملتزمين ووعظهم من الأمور الواجبات والقضايا المهمات التي بها قوام الإسلام في الأرض وقوته ، قال البخاري في صحيحه ( 1 / 194 ) : " وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم [360] : أنظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه ، فإني خفت دروس [361] العلم وذهاب العلماء ، ولا تقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم . ولتفشوا العلم . ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم ، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا " . وعن سيدنا علي رضوان الله تعالى عليه : أنه ذكر فتنا تكون آخر الزمان ، فقال له عمر متى ذلك يا علي ؟ قال : " إذا تفقه لغير الدين ، وتعلم العلم لغير العمل ، والتمست الدنيا بعمل الآخرة " [362] . فيجب على العلماء أن يخترعوا الطرق والأساليب لتفقيه الناس وتعليمهم أحكام الإسلام لا سيما في هذا الزمان الذي استهتر أهله بتعلم العلوم الشرعية وتطبيقها ، وظن أكثر المتظاهرين بالإسلام أن الدين هو حضور الصلوات الخمس
[360] أبو بكر بن حزم هو أحد الأئمة الكبار من التابعين وهو من رجال الستة وهو غير ابن حزم الظاهري فتنبه لذلك وبينهما أربعة قرون تقريبا . أنظر ترجمته في " تهذيب التهذيب " ( 12 / 40 ) وغيره . [361] دروس العلم : أي ضياع العلم وذهابه ، وفي القاموس المحيط : " درس الرسم : عفا ، ودرسته الريح " أي أذهبت أثره ومحتة . وفي كتاب " المفردات " للإمام الراغب : " فسر الدروس بالانمحاء ) . [362] رواه الإمام عبد الرزاق في المصنف ( 11 / 360 ) والحاكم ( 4 / 451 ) وهو صحيح ، وسليم الراوي عن سيدنا عمر هو أبو الشعثاء عندنا والله تعالى أعلم .
613
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 613