نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 574
مسائل : ( المسألة الأولى ) : هذه الأرض المذكورة ليست هي هذه الأرض التي يقعد عليها الآن بدليل قوله تعالى ( يوم تبدل الأرض غير الأرض ) وبدليل قوله تعالى ( وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة ) بل هي أرض أخرى يخلقها الله تعالى لمحفل يوم القيامة . ( المسألة الثانية ) : قالت المجسمة : إن الله تعالى نور محض ، فإذا حضر الله في تلك الأرض لأجل القضاء بين عباده أشرقت تلك الأرض بنور الله ، وأكدوا هذا بقوله تعالى ( الله نور السماوات والأرض ) [340] . واعلم أن الجواب عن هذه الشبهة من وجوه ( الأول ) أنا بينا في تفسير قوله تعالى ( الله نور السماوات والأرض ) أنه لا يجوز أن يكون الله سبحانه وتعالى نورا بمعنى كونه من جنس هذه الأنوار المشاهدة ، وبينا أنه لما تعذر حمل الكلام على الحقيقة وجب حمل لفظ النور ههنا على العدل ، فنحتاج ههنا إلى بيان أن لفظ النور قد يستعمل في هذا المعنى ، ثم إلى بيان أن المراد من لفظ النور ههنا ليس إلا هذا المعنى ، أما بيان الاستعمال فهو أن الناس يقولون للملك العادل : أشرقت الآفاق بعدلك ، وأضاءت الدنيا بقسطك ، كما يقولون أظلمت البلاد بجورك ، وقال صلى الله عليه وسلم " الظلم ظلمات يوم القيامة " [341] وأما بيان أن المراد من النور ههنا العدل فقط أنه قال ( وجئ بالنبيين والشهداء ) ومعلوم أن المجيئ بالشهداء ليس إلا لإظهار العدل ، وأيضا قال في آخر الآية ( وهم لا يظلمون ) فدل هذا على أن المراد من ذلك النور إزالة ذلك الظلم ، فكأنه تعالى فتح هذه
[340] ومن الكفر الشنيع الفظيع قول ابن القيم كما في " مختصر الصواعق المرسلة " ( 2 / 248 ) أن الله تعالى ينزل إلى الأرض يوم القيامة وأن هذا مما تواترت به الأحاديث والآثار ودل عليه القرآن صريحا ! ! ! فنعوذ بالله تعالى من هذا الضلال الصراح والكفر البواح ! ! سبحان ربك رب العزة عما يصفون ! ! [341] رواه البخاري ( 5 / 100 ) ، ومسلم ( 4 / 1196 ) .
574
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 574