responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 572


شئ وهو السميع البصير ) فيجب على كل مسلم أن يزيل هذا التصور الفاسد من قلبه وعقله ومخيلته ، لأن الله سبحانه لا يدخل في التصور والخيال إطلاقا بوجه من الوجوه ولأنه أخبر بأنه ( لم يكن له كفوا أحد ) بل إن الناس لا يرون الله تعالى في أرض المحشر لأن النظر إلى الله تعالى من أكبر النعم والعطايا ، ولا يعطى هذه النعمة إلا أهل الجنة في الجنة على قول من يثبت الرؤية لله تعالى في الآخرة وفيها خلاف بين الأمة يأتي في محله إن شاء الله تعالى .
فمحاسبة الله تعالى لعباده معناها إيجادهم في ذلك اليوم للحساب حيث تعطي الملائكة الصحف للناس وتذود بعض الناس عن الحوض ، وتسوق المؤمنين إلى الجنة والكافرين إلى النار ، يكلم الله تعالى عباده المؤمنين دون أن يروه ، كما جاء في الحديث الصحيح " ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان . . . " رواه البخاري ( 13 / 423 ) .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
" يدني المؤمن [339] يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه ( أي ستره وعفوه ) فيقرره بذنوبه فيقول : هل تعرف ؟ فيقول : أي رب أعرف ، قال :
فإنني قد سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم . فيعطى صحيفة حسناته ، وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على الله " رواه البخاري ( 8 / 353 ) ومسلم ( 4 / 2120 ) .



[339] عبر النبي صلى الله عليه وسلم للتقريب والتفهيم عن تكليم الله تعالى لعبده في الآخرة سرا على مقتضى لغة العرب وما جرى به تعبيرهم في الكلام بقوله " يدني " لأن المرء إذا أراد أن يكلم إنسانا في العادة دون أن يطلع شخصا آخر على ذلك الكلام فإنه يدنو منه أو يدنيه ، وزاد عليه قوله فيه " حتى يضع عليه كنفه " إشارة للحرص على عدم اطلاع الناس على ذلك كالانسان الذي يغطي غيره بردائه أو عباءته ، ويضعها بينه وبين من يريد الأسرار له في الكلام معه . والله تعالى منزه عن المكان وعن أن يكون جسما تقرب منه الأجسام وتبتعد ، فكل ذلك مجاز فلاحظ هذا ولا تغفل عنه .

572

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 572
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست