نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 554
وبذلك يتضح لنا جليا أن قضية تفسير الصراط بأنه الجسر الممدود على ظهر جهنم لم تأت في القرآن الكريم ، لكن جاءت في حديث آحاد لم يبلغ التواتر ، وفيه إشكالات جمة ، تجعلنا نقول عنه إنه ليس حديث آحاد فحسب ، وإنما هو مردود للإشكالات الواقعة في أفكاره وقضاياه التي تخالف ما جاء في القرآن الكريم كما سيتبين لنا الآن إن شاء الله تعالى . ولا بد لنا هنا أن نصرح بأن الأصوليين ( أي علماء الأصول ) وعلماء الحديث نصوا على أن حديث الآحاد إذا عارض نص القرآن رددناه ولم نأخذ بما فيه ، وقد نص علي ذلك الخطيب البغدادي في كتابه " الفقيه والمتفقه " ( 1 / 132 ) وغيره من علماء السلف والخلف حتى الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، وقد نقلت ذلك بتوسع في كتابنا هذا عند الكلام على حديث الآحاد وأنه لا يفيد العلم وإنما يفيد الظن مطولا موسعا مدللا فارجع إليه إن شئت . ( مناقشة الفكرة الثانية ) : وهي أن الصراط جسر فوق جهنم : لقد حوت القضية القائلة بأن الصراط جسر فوق جهنم عدة أفكار لا بد أن نناقشها واحدة واحدة وهذه الأفكار هي : أن فكرة الصراط بهذا المعنى تنص على أن المؤمنين يقربون من النار ويجوزون عليها من بين حافتيها ، وأن في هذا الأمر مهما كانت صورته نوع من الهلع والخوف والفزع ، وفي ذلك تساوى المؤمنين مع الكافرين في أن الجميع يمرون بهذا الموقف المخيف الصعب الذي يقول فيه الرسل اللهم سلم سلم ، وأن الناس من برهم وفاجرهم يمرون عليه واحدا واحدا على اختلاف طريقة السير والسرعة ، وأن طريقة دخول النار تتم بالسقوط من هذا الجسر فيها ، وأن المرء لا يدري ما هو مصيره عندما يمشي عليه هل سيقع فيها أم لا وهل سيأخذه أحد كلاليب الصراط أم لا ! ! ! إلى غير ذلك من قضايا وأفكار . والمتأمل في القرآن الكريم يجده ينقض هذه الأفكار التي وردت في حديث الآحاد هذا ، وما علينا هنا إلا أن نناقش هذه الأفكار فكرة فكرة بحسب مفهوم
554
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 554