responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 459


طائرة مثلا فإنه ينعم ويعذب في البرزخ بلا شك ولا ريب ، لأن نعيم البرزخ وعذابه ثابت بقطعي الدلالات ، خلافا ل‌ ، ( سؤال منكر ونكير في قبر ) الإنسان ( عن ربه ودينه ونبيه ، على ما جاءت به الأخبار ) وهي من أخبار الآحاد ولم تتواتر ( عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، والحق أن هذا السؤال إن قلنا به فهو على الروح في البرزخ لا على الجسم والروح ، لأن الروح لا تعود إلى الجسم خلافا لما جاء في بعض الأحاديث والأقوال [232] ، وما جاء ( عن الصحابة رضوان الله عليهم ) أيضا في ذلك مما لا يخالف ما قررناه من القواعد ونصوص القرآن ، لكن الصحيح أن أقوالهم رضي الله تعالى عنهم ليست من الحجج الشرعية التي يصح التمسك بها ،



[232] لأننا إذا قلنا بأن الروح تعود للبدن في القبر فإننا نعارض القرآن الكريم الذي ينص على أن هناك حياتان وميتتان في مثل قوله تعالى ( قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين ) غافر : 11 . وقوله تعالى : ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ) البقرة : 28 . الموتة الأولى هي العدم الذي كان الناس فيه قبل أن يخلقهم الله تعالى ، والحياة الأولى هي الحياة الدنيا ، والموتة الثانية هي الموت بعد هذه الحياة الدنيا ، والحياة الثانية هي إحيائهم يوم القيامة للبعث . ولا يصح لأي إنسان أن يتمسك بقوله تعالى ( ثم إليه ترجعون ) مستدلا به على حياة ثالثة لأنه لم يذكر قبله موتا بل عطف سبحانه هذه الجملة على الحياة الثانية ولم يفصل بينهما بذكر موت ، كما أن القول بخلاف هذا يعارض الآية الأولى التي قررت أن غاية هذا البيان موتتان وحياتان ( قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين ) . ولا يرد علينا قول بعضهم : فإن قبل هناك من أحياهم الله تعالى بعد موتهم كمن أحياهم على يد سيدنا عيسى ابن مريم ، والرجل الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه فهؤلاء أحياهم الله تعالى ثلاث مرات ولا تنطبق عليهم الآية ! ! قلنا : هؤلاء مستثنون من عموم الآية لأن إحيائهم معجزة خارقة للعادة وللقانون الذي أجراه الله تعالى ومتى شاء غيره ، فيبقى العموم على عمومه وهؤلاء مستثنون ، وإلا فإن أخرجنا الجميع واستثنيناهم برد أرواحهم إليهم في قبورهم بطل النص وصار لا معنى له لأن جمع أفراده يعتبرون مستثنون ساعتئذ ! ! وهذا لا يقول به عاقل ! ! والحمد لله تعالى .

459

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 459
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست