نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 406
ولنا رسالة خاصة في إثبات نبوته أسميناها " القول العطر في نبوة سيدنا الخضر " عليه السلام فليراجعها من شاء . وثانيا : لأن الأمور التي فعلها سيدنا الخضر ليس فيها ما يخالف شرعنا كما أوضح ذلك الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري " ( 1 / 222 ) حيث قال : [ قال : القرطبي : وقد بلغنا عن بعضهم أنه قال : أنا لا آخذ عن الموتى وإنما آخذ عن الحي الذي لا يموت ، وكذا قال آخر أنا آخذ عن قلبي عن ربي ، وكل ذلك كفر باتفاق أهل الشرائع ونسأل الله تعالى الهداية والتوفيق . وقال غيره : من استدل بقصة الخضر على أن الولي يجوز أن يطلع من خفايا الأمور على ما يخالف الشريعة ويجوز له فعله فقد ضل ، وليس ما تمسك به صحيحا ، فإن الذي فعله الخضر ليس في شئ منه ما يناقض الشرع ، فإن نقض لوح من ألواح السفينة لدفع الظالم عن غصبها ثم إذا تركها أعيد اللوح جائز شرعا وعقلا ، ولكن مبادرة سيدنا موسى بالانكار بحسب الظاهر ، وقد وقع ذلك واضحا في رواية أبي إسحق التي أخرجها مسلم ولفظه " فإذا جاء الذي يسخرها فوجدها منخرقة تجاوزها فأصلحها " ، فيستفاد منه وجوب التأني عن الإنكار في المحتملات ، وأما قتله الغلام فلعله كان في تلك الشريعة ، وأما إقامة الجدار فمن مقابلة الإساءة بالاحسان ، والله أعلم ] . انتهى كلام الحافظ ابن حجر . فقتل الغلام كان بأمر الله تعالى ، وما كان بأمر الله تعالى لا يقال إنه مخالف للشريعة ، وذلك لأن الشريعة هي عبارة عن امتثال أمر الله تعالى وتنفيذه ، واجتناب نهيه ، وهو نبي - أي الخضر - وقد قال ( وما فعلته عن أمري ) أي : إن هذا تنفيذا لأمر الله تعالى ، فأين خرق الشريعة بالحقيقة التي جاء القرآن بإثباتها ؟ ! ولا يخفى على أهل العلم أن محققي علماء الإسلام نصوا على كفر من قال
406
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 406