نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 394
إنا رسول ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم ، قد جئناك بآية من ربك ، والسلام على من اتبع الهدى ) * طه : 20 ، فمعناه أي إن الله تعالى قد أرسلنا إليك نحن الاثنين ، فأحدنا رسول والآخر نبي ، وكل منا مأمور بالتبليغ ، فالمعنى مأخوذ من الإرسال لا أن كلا منهما رسول فافهم ، والله الموفق . وقد اتضح من هذا جيدا الفرق بين النبي والرسول وأن كلا منهما مأمور بالتبليغ عن الله تعالى ، وتبين خطأ من قال إنهما شئ واحد ، كما تبين خطأ من قال إن النبي لم يؤمر بالتبليغ ! ! فإذا كان العلماء مأمورون بالتبليغ فما بالك بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ؟ ! ! ثم لا يكون الأنبياء إلا من الرجال لقوله تعالى * ( وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم ) * وقد ذكرت هذه العبارة في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم ( في سورة يوسف : 109 ، وسورة النحل : 43 ، والأنبياء : 7 ) تأكيدا في هذا الموضوع على ما قلناه ، وما سوى هذا ضعيف مردود . وقال صاحب منظومة بدء الأمالي : وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو اختبال سيدنا آدم ص أول الأنبياء والرسل : واعلم أن سيدنا آدم عليه السلام أول الرسل والأنبياء ولا شك في ذلك وهو مقطوع به عندنا لقوله تعالى * ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ) * آل عمران : 33 ، يعني الأنبياء من آل إبراهيم وآل عمران ، وقال تعالى * ( ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ) * طه : 122 . والاجتباء إذا وصف به إنسان بمفرده في القرآن دل على نبوته ومنه قوله تعالى في سيدنا يونس عليه السلام : * ( لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم * فاجتباه ربه فجعله من الصالحين ) * القلم : 50 .
394
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 394