responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 384


سمعوا أكاذيب يلفقونها ثم يلقونها إلى الكهنة ، وقد دونوها في كتب يقرؤونها ويعلمونها الناس ، وفشا ذلك في زمن سيدنا سليمان عليه السلام ، حتى قالوا :
إن الجن تعلم الغيب ، وكانوا يقولون هذا - السحر الذي يتعلمونه هو - علم سليمان ، وما تم لسليمان ملكه إلا بهذا العلم ، فاتبعوا كتب السحر ورفضوا كتب الأنبياء ) [188] فرد الله عليهم قولهم هذا فقال * ( وما كفر سليمان ) * لأنه لم يكن يعلم السحر فبرأه الله تعالى مما رموه به * ( ولكن الشياطين ) * هم الذين * ( كفروا ) * حيث يعلمون الناس السحر ليعملوا به . ويقصدون بذلك إضلال الناس وإغوائهم * ( و ) * من السحر الذي يعلمه الشياطين للناس * ( ما ) * أي السحر الذي * ( أنزل إلى الملكين ) * أي أرسلا ليعرفا الناس بحقيقته ويجعلان الناس يميزون بينه وبين السحر في بلدة * ( بابل ) * التي بالعراق ، لأن هذه البلدة هي ومصر كان أهلهما من أكثر الناس استعمالا للسحر وأكثرهم عملا به وترويجا له ، فبعث الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام إلى مصر فأبطل سحرهم بعصاه ، وبعث في قرية بابل * ( هاروت وماروت ) * ليعلموا ويعرفوا الناس بحقيقة السحر والفرق بينه وبين معجزات الأنبياء * ( وما ) * كانا * ( يعلمان من أحد ) * في ذلك الزمان * ( حتى ) * ينصحاه قبل تعليمهما له و * ( يقولا له إنما نحن فتنة ) * أي أرسلنا الله تعالى ابتلاء واختبارا وامتحانا للعباد فإياك أن تعمل بذلك السحر الذي نعرفك حقيقته بعد أن تعلمه * ( فلا تكفر ) * لأن السحر مبني أكثره على الكفر ولا يتم إلا به ، * ( و ) * كان الناس إذ ذاك في بابل * ( يتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ) * لأن الله تعالى أراد أن يجعل للعباد اختبارا وامتحانا كما أنه جعل هذه الدنيا بأسرها



[188] ما بين القوسين نقلته من كلام سيدي عبد الله بن الصديق من كتابه ( بدع التفاسير ) ص ( 17 ) . وقد أخذت بعض الكلام في تفسير هذه الآية منه مستفيدا ومعترفا له بفضله على جزاه الله عنا خير الجزاء وأعلى درجته .

384

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست