نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 349
إله إلا الله ؟ ) قالت : نعم . وقد استوعب تلك الألفاظ بأسانيدها الحافظ البيهقي في السنن الكبرى بحيث يجزم الواقف عليها أن اللفظ المذكور هنا مروي بالمعنى حسب فهم الراوي . . . ) . خامسا : شذوذ لفظ ( أين الله ؟ ) ، وذلك لأن لفظة ( أين ) تدل في الحقيقة على الوجود المكاني ، والله تعالى موجود بلا مكان ، لأنه خالق المكان كما تقدم ، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني - وهو من أئمة الحديث - في ( شرح البخاري ) ( 1 / 221 ) : ( إن إدراك العقول لأسرار الربوبية قاصر ، فلا يتوجه على حكمه لم ولا كيف ، كما لا يتوجه عليه في وجوده أين وحيث ) . فتأمل جيدا ! ! هذا وقد روى عطاء بن يسار وهو راوي هذا الحديث عن معاوية بن الحكم السلمي نفس الحديث في موضع آخر بلفظ : ( أتشهدين أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ) بإسناد أصح من إسناد لفظ ( أين الله ) وذلك في مصنف عبد الرزاق ( 9 / 175 ) وهو أيضا في الموطأ ص ( 777 ) بسند صحيح آخر عن غير عطاء . وبهذا ثبت ثبوتا لا شك فيه عندنا حسب قواعد المصطلح وتصريحات أهل الحديث في القديم والحديث اضطراب متن حديث الجارية بحيث لا يمكن التعويل على لفظ من ألفاظه ، وأصح أسانيده كما رأيت بلفظ ( أتشهدين أن لا إله إلا الله . . . ) ، فإن كان هناك مجال للترجيح بين هذه الروايات فالرواية الراجحة بلا شك ولا ريب هي رواية ( أتشهدين . . . ) لأنها الأصح إسنادا ، ولأن المعهود من حال النبي ص الثابت عنه بالتواتر أنه كان يأمر الناس ويقاتلهم ويختبر إيمانهم بالشهادتين فتكون رواية ( أين الله ) شاذة أو منكرة ! ! هذا وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث وأسانيده وما يتعلق به وتوسعنا بذلك في رسالة خاصة أسميناها ( تنقيح الفهوم العالية بما ثبت وما لم يثبت في حديث الجارية ) فليراجعها من شاء الاستزادة .
349
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 349