نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 345
ثالثا : إن قولهم ( بلا كيف ) لا معنى له بعد قولهم الواضح الصريح بنزول الله بذاته إلى السماء الدنيا ، لأن تخيل السامع لنزول جسم من أعلى إلى أسفل لن يزول من ذهنه ، وهذا التخيل هو لب التشبيه ، فتلك العبارة لم تزل ذلك المعنى ! ! فإيراد هذه الكلمة وما أشبهها لا يقدم ولا يؤخر في الحقيقة شيئا ، لأنه غير معقول ولا مفهوم ، كما أنه لا ينفي التشبيه والتجسيم . رابعا : لقد أنكر أهل الحديث المعدودين من أكابر الأئمة لفظة ( بذاته ) عندما ذكرها بعض المشبهة أثناء كلامهم في حديث النزول هذا ، قال الحافظ أبو عمر ابن عبد البر في ( التمهيد ) ( 7 / 144 ) ما نصه : ( وقال نعيم - بن حماد - ينزل بذاته وهو على كرسيه ، قال أبو عمر : ليس هذا بشئ عند أهل الفهم من أهل ألسنة ، لأن هذا كيفية وهم يفزعون منها لأنها لا تصلح إلا فيما يحاط به عيانا وقد جل الله تعالى عن ذلك ، وما غاب عن العيون فلا يصفه ذوو العقول إلا بخبر ولا خبر في صفات الله إلا ما وصف نفسه به في كتابه أو على لسان رسوله ص فلا نتعدى ذلك إلى تشبيه أو قياس أو تمثيل أو تنظير فإنه ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) . فتأمل ! ! خامسا : ذكر الإمام الحافظ النووي في ( شرح صحيح مسلم ) ( 6 / 37 ) أن الإمام مالكا رحمه الله تعالى - وهو من أئمة السلف - أول النزول هنا بنزول الرحمة ، فهذا فهم السلف للحديث وهو مناقض لما يدعيه المجسمة من قول السلف فيه . وبذلك اتضح جليا بأن تأويل حديث النزول بنزول الملك هو المبني على القواعد الثابتة الواضحة وهو الموافق لبقية الروايات الصحيحة لهذا الحديث ، وخير ما يفسر به الحديث حديث آخر كما قال أهل الحديث في علم المصطلح ، ومن ذلك قول الحافظ العراقي في ألفيته : وخير ما فسرته بالوارد * كالدخ بالدخان لابن صائد
345
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 345